المشاركات

لا للوكيل، نعم للوزير

  الرابع. من مايو 202‪1              لا للوكيل، نعم للوزير في زمن المخلوع و تهافت سماسرة السياسة لتوقيع اتفاقيات و مصالحات بغرض الاستوزار مع النظام البائد، ابتدع نظام بشة تعيين وزراء  صوريين  مقابل وكلاء  وزارات بيدهم كل الملفات و السلطات.  و لان الاستوزار كان عبارة عن صفقات نظير التمتع بسيارات و قصور و اعلام و أموال بذخية، فلم يكن يضيرهم ان يكونوا وزراء صوريين بلا مهام.   الان ما يزعجني وجود وكيل وزارة في الاتصالات خلف وزير ثوري و مؤهل تقنيا  ليقود تحديات  إنجاح التحول الرقمي. الوزير له رؤى طموحة لقيادة المرحلة الحرجة في عمر الحكم الانتقالي بنجاح و ثبات.  المنظومة الامنية تعشق كلمة( جهاز)، فلذا فهي لا شعوريا تطلق هذا الاسم المحبب لديهم لكل قطاع يجدون أنفسهم فيه، فلذا اتوقع وجود عدد كبير من الامنجية في جهاز تنظيم الاتصالات والبريد.  حتى يجد الوزير مجالا لسرعة اتخاذ القرارات الناجحة. ، اعتقد من الضرورة ان يكلف لجنة إزالة التمكين بحتمية تنظيف الجهاز من منسوبي النظام الفاسد.  و اعتقد اول مهمة تاريخية  تحتاجها الوزارة هي هيكلة جهاز تنظيم الاتصالات و البريد بعد أن آلت للسلطة المدنية.  و اول

لا و الف لا للهيئة القومية للمواصفات و المقاييس

 ضرورة الغاء هيئة المواصفات و المقاييس على عبد الحليم محجوب   هذه الهيئة ذات الجبابات المدمرة عبء على كاهل المواطن. و للأسف موارده تذهب لمجلس السيادة ( بدل رئاسة الجمهورية)  الجمارك السودانية أولى بما تقوم به هيئة المواصفات و المقاييس. و هذه الهيئة  لم تقدم خيرا للبلاد منذ انشائها،  بل فاقمت التشويه المفروض على بلادنا، فهي مركز جباية و لا مبعث مواصفات. .  و اعتقد من السهل  تصور انتماء كوادرها لأي حزب  حيث انها  قامت في العهد البائد بغرض التمكين.  و هي بدأت عملها بتخليص مرق الجداد التالف بدفع ثلاثة أضعاف الرسوم المفروضة( اي انها جهة للتحلل).  تميزت الجمارك السودانية حينما كانت قطاعا مدنيا صرفا بالاداء المهني و توظيف التخصصات المختلفة في وظائفها.  و كانت تعتمد على رفع المستوى باتاحة فرص  التدريب. و كانت الجمارك تعتمد في الأمور  المفصلية  للتخصصات النادرة،  بانتداب مناديب من تلك الجهات. فمثلا كانت تنتدب مناديب من هيئة السموم و الدواء في حالات تقييم الوارد من المنتجات الدوائية. كذلك كانت تنتدب مناديب من المؤسسة العامة للمواصلات السلكية و اللا سلكية في تقييم الوارد من اجهزة الاتصالات. قام ا

متون باب اوني (٧)

 متون باب اوني (7) طاحونة عمنا عثمان دونكي و كلمة دونكي تعكس جانبا هاما من تأثير الثقافة الفرنسية في حياة المجتمع النوبي وتأثره بمصر..  فكنا نسمع من آبائنا كلمات فرنسية، مثل دونكي     وابور اتومبيل      سيارة كولب         نادي اعتقد كلمة (تورش) للمبة او  البطارية للانارة الليلية أيضا فرنسية. لا يمكن ذكر الطاحونة و اغفال ذكر السيد صالح بردويل (حتكون). كان غالبا ما يستريح في منزلنا حتى  يعاود تشغيل الطاحونة عصرا. لم ار في حياتي رجلا يعشق الشاي مثله. و لان تلك الأيام  كانت رخية فكان الشاي بالضرورة شاي لبن و في الغالب (بخبيز) . كان يضجر كثيرا من (الشريك)  و يقول انه لا يحبه لانه اكثر شغفا بالشاي منه. ثم اختفى لزمن و تسلم زمام تشغيل الطاحونة حسن اريا. غير متأكد اذا كان عوض نصر ممن تعاقبوا على تشغيل الطاحونة أم لا.  لكن أعتقد ان صالح( حتكون) و حسن اريا عاودا العمل اكثر من مرة. و كانت مزرعة ال بدر تحتل الجانب الشرقي للطاحونة و كانت البيارة الخاصة بالمزرعة تسمي ب ( بير النبي). و حينما قررت إدارة التعليم بعبري منح تبج مدرسة ابتدائية على أن تشيد بالعون الذاتي. اجتمع الأهل للبت في المسألة و اختيا

متون باب اوني (٤)

متون باب اوني (4) حينما اذكر ايام الطفولة في القرية، اذكر هيبة الدولة و هيبة الملاحظ الصحي. السيد خليل عبدو حاج و المرحوم جمال على خليل، و الهيبة التي كانت تلارمهم حيث ما حلوا و حيث ما ذهبوا. في منزلنا  ، كانت هناك غرفة ملحقة  غير معروشة  ذات باب صغير فيها بعض الغنم.  َثم لسبب ما، اخليت  الغرفة و تم بناء زريبة مراح  ملاصق لتلك الغرفة.  و بأمر من مفتش الصحة خليل عبدو حاج تم نقله الي الجنوب قليلا للحفاظ على مسافة سلامة ما بين المنزل و المراح و الذي بني  ببقايا الشجر و الاشواك. و أصبحت الزريبة كل ما مضى بعض من الزمن، تنكمش الي مسحات اقل نتيجة لتمدد الطبيعة الجافة و تراجع مشروع عبري الزراعي و الذي  كان ينشط بالقمح و العلف( لوبيا،  كشرنقي). و تراجعت العباسية من مددها  الاخضر و علا يبسها و تراجع الناس كأنهم اتخذوا قرارا موحدا فاختفت زرائب البهائم من كل القربة الا قليلا.  و اختفى الحليب و اختفى شاي العصر. ثم خطرت لوالدتي عليها رحمة الله و رضوانه فكرة إضافة المراح (المبنى) كغرفة للمنزل.  و بسرعة تم قفل الباب الخارجي و فتح باب اخر يفتح علي البرندة.  ثم ما لبثت ان غيرت رأيها لاستغلالها كمطبخ.  و

متون باب اوتي(٣)

 متون باب اوني (٣) لا أعرف كيف بدأت علاقة والدي بالحزب الاتحادي و الإدارسة. اذكر جيدا تفاصيل وجه( سيدي) المعز كما كان ينادونه. كانت( ارقو) مركز إقامة السادة الإدارسة. و اذكر منهم أيضا  السيد كامل. المعز كان صاحب بشرة صفراء و عيون واسعة، ممتلئ البنية. كان يرتدي فوق الجلابية صديري من الحرير بالوان بيضاء و سوداء و يرتدي عليهم جلباباً بنفس لون الصديري. و طربوشاً احمر و عمامةً قصيرة. لا أعرف كيف كان يتحمل هذه الملابس في تلك البيئة الصحراوية الساخنة. متون باب، كان استراحة مسافر للسادة الإدارسة في طريق توجهم الي مصر عودة و ذهابا.  عند يأتي ( سيدي)لمنزلنا، كانت الجموع تتقاطر نحو متون باب اما لالقاء نظرة على (سيدي) او الفوز بمصافحته.  سيدي، كان هو اللقب الرسمي، و الاسم الذي يطلقه الاهالي لكل السادة الادارسة.  ساعات الاكتظاظ الرسمي كانت عند وصوله او لحظة المغادرة.  اما بعد أن تذهب الجموع، كان  أصحاب الوالد يبقون مع سيدي.  اذكر منهم الشيخ عبد القادر عبده بدر الازهري و الرجل الدائم الابتسامة و هو يمثل الجانب الروحي و الديني للقرية، و الحاج بدر و عمنا الشيخ حسن محجوب و شيخ طه و آخرون. اما الشيخ طه

متون باب اوني (٢)

 متون باب اوني الجزء (٢) َقبل الغروب بزمن كاف، كان لزاما على عثمان، اخي الأكبر و شخصي و تارة معنا مكاوي كان لزاما تجهيز ( قربة المياه)، تلاجة الغلابة كما يسميها كثيرون من اهل القرية. ثم نجهز برشين متقابلين. ثم الاباريق لا صرعي، لكن متاهبة حول طشت نحاس رجالي لغسل الأيادي بعد تناول الطعام مع صابون (بوكيه) فاخر.  حين غياب الشمس لابد أن يكون هذا المسرح جاهزا بقربة ماء مصنوعة من جلد الماعز،.  و تتدلي القربة من دائرة حديدية تجمع ثلاثة اعواد خشبية َو من أمامها  الإبراش و الاباريق. ريثما يبدء الحاج عبدو الوضوء حتى  يكون عم علي عبيدي قد اقترب من مسرح اللقاء اليومي. اذكر انه كان لزاما علينا تجهيز هذا المسرح يوميا قبل التحرك للعب الكرة او اي نشاط اخر ثم العودة قبل الغروب بوقت كاف. في يوم ، اخذت منا الكرة وقتا أطول حتى الغروب و لم نكن قد جهزنا المسرح الليلي. كان جزاء عثمان و مكاوي عقابا بالا يظهروا امامه لثلاثة ايام بلياليها اما انا فقد كان نصيبي علقة ساخنة جدا. عم علي عبيدي كان وحيد بلا اولاد في عمرنا ، حيث كان اولاده يقيمون باسرهم في مدن متعددة.  تزوج بالسيدة (سعيدة آمنة  من جزيرة ارنتي،. لم يلد

بشبش

بشبش استاذ محمد توفيق ابايزيد ذلك الرجل المهاب فهو ابن عمي و زوج أختي. كان يتميز بتعدد طبقات شخصيته فهو ذاك الهاش الباش مع اترابه و صاحب القفشات و الكلمات التي (امتلكها تخصصا) فإذا نادى أحدا من أصحابه  فهو                بشبش و للصغار امثالنا إذا غضب من احدنا نعته ب  يا               بطش سيد تلول لم يكن يعرف في حلفا سكنا سوى عنده و لم يعرف أمينا لماله سوى اختي جليلة متعها الله بالعافية. ربما في تبج تتعدد عنده الخيارات الواسعة. و في زمن لاحق بعد انتقال العدد الأكبر من خاصته للآخرة كان يخص مجالس الليالي القمرية بزياراته المباغتة. ثم باغت ليلة ( سهران بود)، تلك الفسحة ما بين بيوت محمد حسن محمود و عبد العزيز قرناص و عبد النبي سعيد و شرقا منزل العم هاشم محمد بدر. جلسة قمرية و لا في الأحلام مع سيد تلول و تنقله في المجلس بين الجد و الهزل  الأسئلة المباغتة و النكات الساخرة، و حينما انقضى معظم الليل هب عم سيد تلول قائما يتخير موضع مبيته و كل يمني نفسه بخصوصية انفراد به باقي الليل اما مع من يبيت!؟  فقد كان، لكثرة الرجاءات المتعددة بأن يخصهم بالمبيت يضع مواصفات فيها الكثير من الغمز كأن يقول بأنه