نشأت فى ذمة الله
بعض احداث الطفولة تظل راسخة فى الذهن رغم مرور السنين . من الاحداث التى لم و لن أنساها موت صديق الطفولة و حيد محمد خليل شريف و اكاد اذكر كيف تمكن المرض فى أيامه الاخيرة من ان يرقده على الفراش عاجزا عن الركض و نحن الذين كنا نقضى اليوم راكضين لا نعرف وقتا للراحة و لا للنوم. كنت فى حيرة من امره لماذا يرقد لماذا لم يعد كما كان من نشاط؟؟؟ و لكنه رغم أننا كنا فى عمر واحد كان اعقل منا كثيرا و كان يقول انه لم يعد قادرا على الحركة و لاعلى الجري. لذا لم اكن أبارحه قط لحظة واحدة فكنت الى جانبه حتى فى اللحظات الاخيرة الى ان قاموا بشدى الى الخارج فكانت تلك لحظة الموت التى غيبت اول من عرفته فى طفولتى من أصحاب. كانت الفترة التالية لوفاته فترة شرود و اسئله أين و حيد و لماذا رحل و هو طفل صغير و هل يموت الاطفال؟؟؟ لم يجاوبنى على هذا السؤال سوى مروان محمد عبده الذى قال: أنه كذلك اعتقد أن الاطفال لا يموتون الى ان مات(ميمى دولت) انا لا اذكره لكن احسست أن مروان يقاسمنى نفس احساس الحزن الذى اعيشه و أدركت اننا ايضا يمكن ان نموت اطفالا. و توالت الاعوام و حصد الموت كثيرا من شباب تبج و خيارهم....