يوميات اوي سود
كل شئ كان في القرية ساكنا. فسماع صوت لوري او (بوري) كان كافيا لاخراج معظم افراد القرية لمشاهدته. اما حركة الناس بحميرهم لم يكن ليثير انتباه احد حتى لو ارتفعت ثرثرتهم. رتابة الحياة كانت تتنفس بحركة اللواري و قدوم المسافريين. أما المفاجأة أن تنهزم رتابة حياتنا في القرية من جانب البحر فقد كان حلما او اكثر من حلم. صافرة ضخمة هزت اركان القرية الوادعة. كنت كمعظم اطفال القرية متحررا من الحذاء و كثير من مخيط و محيط. انطلقت نحو البحر ( النيل) حيث كنت منسيا وسط زحام تدافع معظم اهل القرية نحو البوق الذي كان ياتينا من صوب البحر كان منظرا خلابا حيث كان ما يشبه البيت الصغير يتحرك جنوبا وسط مياه النيل الخالد. لكنه كان بعيدا من الشاطي. كلما ازدادت تلويحات الجموع كان يستجيب باطلاق البوق الذي يختلط بصداه مخرجا صوتا يزلزل اركان القرية. كانت مسامعي تلتقط ( كلمة بابور ثريا) و كلمة باخرة. كنت في قمة الفرح منتشيا باطلاق ساقي جنوبا تجاه حركة تلك الباخرة. تارة اقصد النهر و تارة ابتعد عنه الى (القيف) هادفا الا تغيب تلك الباخرة عن ناظري. و رويدا كنت ازحف مع جموع تزداد جنوبا حيث نما ل...