عروسة زوجي . قصة حقيقية. بقلم. علي عبد الحليم محجوب
عاشا زيأتي جميلا من حب و سعادة.
كانت كل حياته و اسعادها كان له السعادة بعينها.
و مرت سنوات و هما على حالهما من حب و تفاهم. ذات مساء قالت له: تعرف كم احبك و لكن ، هناك أمر مهم يجب أن أصارحك به.
رد بقلق :
ما هو ؟
أنا لن امنحك الولد بعد كل هذا العمر ، لذا اريدك ان تتزوج.
كان رده بسيطا، طالما نحن نشعر بالسعادة دون ذرية لماذا نبحث عن باب يمكن ان يفتح علينا القلق و التعاسة.
أنا سعيد هكذا ، سعادتي تنبع من كونك معي و انا معك.
ثم والت طلبها طيلة الايام التالية ، حتى اذا اقتنعت أنه لن يبادر بخطوة جادة نحو طرحها الجديد قالت له:
ساتولى بنفسي اختيار عروسك.
ثم أوفت ما وعدت ،بل و أوفت للاختيار اركانه. فاختارت عروس زوجها من أسرة كريمة و من عمر صغير و ادب و جمال ، جمال فوق كل وصف.
و سافرت للمدينة و اشترت ( الشيلة ) و لوازم الزفاف.
و كانت ترسم خطوط تزويج زوجها بسعادة و نشاط . كانت تشعر أن سعادتها لن تكون حقيقبة الا بتزويجه و قدوم أطفال يملأون البيت بالضجيج و المرح.
ليلة الزواح
كانت خاتمة الحفل ، ترقيص العروس كما كانت العادة متبعة.
حينما دنت العروس من الحلقة بمعيتها حل صمت طويل.
صمت، سكنت العيون فيه سكرى و هي تحدق في جمال الصبية.
ثم اذا استوعب البعض هذا الجمال الفائق و غاب البعض في سحره ، الا ان الجمع اجتمع في اطلاق صيحات عالية مع رقصات كان يأتي بها كل من موقعه.
الزوجة الكبرى هي التي كانت تقوم ( بترقيص) العروس خطوة بخطوة مرشدة لها
( سوي كدي،
سوي كدي)
و هي تحثها على عدم الخجل و تناشدها ان تتهادى دون خوف و لا وجل ، ثم انطلقت العروس تتهادى و تتجاوب مع الصخب و الايقاع الذي اصبح يتصاعد كل لحظة.
كانت الزوجة تفسح للعروس للتقدم ، كانت تتقدم بظهرها خطوة و تتقدم العروس خطوة حتى اذا استقرت العروس وسط ( الحلقة) و تجاوبت و تفاعلت مع الايقاع و تزاحمت النساء من حولها ، واصلت الزوجة الرجوع للخلف خطوة
و خطوة
.
.
.
خطوة
ثم
.
.سقط جسمها بقوة
على النيل.
كانت تريد ان تنسحب قليلا و تبقى بعيدة لتذرف الدموع.
لكن الاحساس و الرغبة في الابتعاد عن العروس و هي تتلألأ كالبدر و تزداد جمالا و اشراقا
كان دافعها الابتعاد بسرعة. لتبقى لوحدها ، كانت تحتاح ان تسأل نفسها عما فعلت ، لكن رغبتها في الابتعاد و خطوات الانسحاب المتسارعة كانت أقوى مما حسبتها .
تعليقات
جزاكم الله خيرا"
شركه تنظيف