ببن كديس و تعيس
فلم كرتون فاز بجائزة عالمية
يبدأ ب
قطة فوق سور منزل
و كل فترة تظهر يد بإناء فيه حليب فتشرب حتى تروى.
ثم تظهر ايادي تتعارك و مواعيين تحاول ان تجد لها موضعا .
و تنتهي المعركة بظهور اناء جديد مكتوب فيه
( مشروب غازي)
و ترفض القطة تناول المشروب الجديد فتأخذ ضربة على رأسها و يترك لها المشروب الجديد.
تناضل القطة و تستميت حتى لا تشرب المشروب الجديد.
ثم على مضض حينما لا تجد بديلا ، تبدأ تأخذ القليل من المشروب الجديد.
ثم
رويدا رويدا
تروض نفسها على استساغة المشروب البديل.
ثم بعد فترة ، تتعارك الايادي مرة اخرى و تنتصر اليد الأولى التي كانت تأتي بالحليب .
و تقذف بإناء ( المشروب الغازي) بعيدا.
و تضع مكانه اناء الحليب.
لكن!!!
القطة ترفض تناول الحليب
و تسكبه منتظرة المشروب الغازي.
،( انتهى الفلم)
منذ اكثر من ربع قرن فقدنا فيه
احاسيسنا التلقائية و ردود أفعالنا الطبيعية
تغير الكثيرون و تبلدت الاحاسيس عند العامة حتى رضينا بنصف موقف مقبول.
و تناست خواطرنا أصول ما كانت عليه سلوكياتنا القويمة.
إلا أن العقل الباطني ما زال يختزن اصالة افتقدناها ، فأصبحنا نجد متعتنا في قصة الراعي
و في أمانة سوداني الخارج.
أما نحن في الداخل فقد أصبحنا مثل القطة التي اجبرت قسرا على مشروب غير طبيعي فأدمنته حتى نست الأصل.
بذا ، عندما نسمع أن وزير العدل قد اعطى سيارة الى معاشي كان يشغل منصب مدير القضاء ، نشعر بسعادة معتقدين أن وزير العدل قام بموقف بطولي متناسين ان نسأله كم من سيارات الحكومة تخدمه ؟
و كم هي اساطيل السيارات التي تخدم جيوش الوزراء و المستشاريين الذين ارهوقنا بفواتير سياراتهم و بترولهم و أمور كثيرة أخذوها مننا عنوة كانت نتبجته تراجع خدمات الصحة و التعليم و تراجعت حظوظنا في وجبة نصيبها مرة في اليوم أو نسقطها مجبريين احيانا كثيرة.
كما نست القطة حقها في الحليب و استعاضت عنه بمشروب مزيف، تناسينا حققوقنا كأن الحقوق تمنح ممن اغتصبوها و سرقوا خيرات و مساحات هذا الوطن العزيز.
علينا ان نختار ان نسقط حقوقنا خوفا كما فعلت ( الكديسة) ، او أن نطلبها بقوة فما ضاع حق وراءه طالب.
علي عبد الحلبم
يبدأ ب
قطة فوق سور منزل
و كل فترة تظهر يد بإناء فيه حليب فتشرب حتى تروى.
ثم تظهر ايادي تتعارك و مواعيين تحاول ان تجد لها موضعا .
و تنتهي المعركة بظهور اناء جديد مكتوب فيه
( مشروب غازي)
و ترفض القطة تناول المشروب الجديد فتأخذ ضربة على رأسها و يترك لها المشروب الجديد.
تناضل القطة و تستميت حتى لا تشرب المشروب الجديد.
ثم على مضض حينما لا تجد بديلا ، تبدأ تأخذ القليل من المشروب الجديد.
ثم
رويدا رويدا
تروض نفسها على استساغة المشروب البديل.
ثم بعد فترة ، تتعارك الايادي مرة اخرى و تنتصر اليد الأولى التي كانت تأتي بالحليب .
و تقذف بإناء ( المشروب الغازي) بعيدا.
و تضع مكانه اناء الحليب.
لكن!!!
القطة ترفض تناول الحليب
و تسكبه منتظرة المشروب الغازي.
،( انتهى الفلم)
منذ اكثر من ربع قرن فقدنا فيه
احاسيسنا التلقائية و ردود أفعالنا الطبيعية
تغير الكثيرون و تبلدت الاحاسيس عند العامة حتى رضينا بنصف موقف مقبول.
و تناست خواطرنا أصول ما كانت عليه سلوكياتنا القويمة.
إلا أن العقل الباطني ما زال يختزن اصالة افتقدناها ، فأصبحنا نجد متعتنا في قصة الراعي
و في أمانة سوداني الخارج.
أما نحن في الداخل فقد أصبحنا مثل القطة التي اجبرت قسرا على مشروب غير طبيعي فأدمنته حتى نست الأصل.
بذا ، عندما نسمع أن وزير العدل قد اعطى سيارة الى معاشي كان يشغل منصب مدير القضاء ، نشعر بسعادة معتقدين أن وزير العدل قام بموقف بطولي متناسين ان نسأله كم من سيارات الحكومة تخدمه ؟
و كم هي اساطيل السيارات التي تخدم جيوش الوزراء و المستشاريين الذين ارهوقنا بفواتير سياراتهم و بترولهم و أمور كثيرة أخذوها مننا عنوة كانت نتبجته تراجع خدمات الصحة و التعليم و تراجعت حظوظنا في وجبة نصيبها مرة في اليوم أو نسقطها مجبريين احيانا كثيرة.
كما نست القطة حقها في الحليب و استعاضت عنه بمشروب مزيف، تناسينا حققوقنا كأن الحقوق تمنح ممن اغتصبوها و سرقوا خيرات و مساحات هذا الوطن العزيز.
علينا ان نختار ان نسقط حقوقنا خوفا كما فعلت ( الكديسة) ، او أن نطلبها بقوة فما ضاع حق وراءه طالب.
علي عبد الحلبم
تعليقات