مساحة و أشواك. ، علي عبد الحليم محجوب
مساحة و أشواك لم أجد أحدا في قاعة المحاضرات. انزعجت كثيرا ، و لكن بعد لحظات اكتشفت أن كل الدفعة في شارع النيل. كانت المهمة معرفة فارق الارتفاع ببن نقطة كلية الهندسة و نقطة امام وزارة التربية. لم أكن مستعدا بأي شئ من معينات العمل حينما تفاجأت ان كل الزملاء متحزمون بأقلام ملونة و اوراق نظيفة و غالبيتهم يمتلكون الواح خاصة لتثبيت الاوراق عليها لتدويين قراءات النظارة (ثيودالايت). و تحصلت من بعض الخيرين من الزملاء على ورقتين مختلفتين في كل شئ و تحصلت على قلم أيضا. وجدت نفسي في قروب، و سرعان ما بدأنا رفع و تسجيل القراءات. كنت أخط الجداول مباشرة بيدي دون استعمال مسطرة حيث لم يكن بامكان أي زميل ان تكون له مسطرة ( زائدة). حين انتهاء العمل ، كنت مستاء من حالة ورقتي العمل الميداني حيث اضطررت الى جمعهما بواسطة ( شوكة) أخذتها من بين أشجار شارع النيل. ورقتي كانتا تحملان كما هائلا من الاتربة و العرق. معظم الزملاء استعاض بأوراق جديدة غير تلك التي ادرجوا فيها بيانات قراءات العمل الميداني. حينما جمعت ورقتي ضمن اوراق زملائي و التي كانت آية من الجمال و التنسيق. كنت أشعر بخجل...