من هو اوباما ... مشروع لص أم رئيس امريكا (القطب الأوحد) بقلم ثروت قاسم

من هو اوباما ... مشروع لص أم رئيس امريكا (القطب الأوحد) ؟

اوباما هو أول رئيس أمريكي في التاريخ والده افريقي ومسلم . وأول رئيس أمريكي في التاريخ يحوز جائزة نوبل للسلام وهو في السلطة . نجاح اوباما في عبور هذه القائمة الطويلة من الحواجز العالية يعني بالضرورة أنه دخل التاريخ من أوسع أبوابه .
في كتابه الأخير ( جرأة الأمل ) الذي صدر في 15 يوليو 2008 ، حكى اوباما أنه دخل في يناير من عام 2007 سوبر ماركت بحي راقي في مدينته شيكاغو . ما أن رأى حارس السوبرماركت الأبيض اوباما الأسود يلج من الباب ، حتى بدأ يلاحقة بنظراته الفاحصة ، ثم تعقبه وهو يتنقل بين الأقسام المختلفة . كان الحارس يسير خلف اوباما بعدة خطوات ليشعر اوباما انه مراقب ، حتى لا تمتد يده لما هو معروض .

صار اوباما ( محل الشك ) في يناير 2007 ، رئيس الولايات المتحدة في يناير 2009 ... سنتان فقط تحول فيهما اوباما من مشروع لص الى رئيس لكل الأمريكيين .

هذه هو الحلم الأمريكي الذي يقصه لك اوباما !

ولكن وراء قائمة الإنجازات هذه تتوارى سياسة مهادنة لدرجة الضعف تجاه دولتي السودان ، سجّل اوباما خلالها أضعف أداء في ما يتعلق بمساعدة التحول الديمقراطي في السودان .

3- كلام اوباما الساكت :

عند قبوله في يناير 2008 ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الإنتخابات الرئاسية في نوفمبر 2008 ، ألقى اوباما خطابا رائعا ، ذكر فيه شعاره الذي سارت به الركبان :

Yes, we can!

كما شرح اوباما في خطابه حالة البؤس التي يرزح فيها اللاجئون والنازحون الدارفوريون في معسكرات الذل والهوان . ووعد اوباما ناخبيه والشعب الأمريكي بأنه ، في حال انتخابه رئيسا ، سيعمل على ايقاف مجازر الطاغية البشير داعما لمواطني دارفور ، وسيضمن انتشالهم من معسكرات اللجوء وتسكينهم في حواكيرهم معززين مكرمين .

تحقق حلم اوباما وتم انتخابه رئيسا في نوفمبر 2008 ، ولكن لا يزال اللاجئون في معسكراتهم والعداد في زيادة ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .

4- خطاب اوباما :

في خطاب حفل تنصيبه ( الأثنين 21 يناير 2013 ) الذي دشن به ولايته الثانية ( 2013 – 2017) ، لم يرد أي ذكر لدارفور ولاجئيها ونازحيها الذين تعدى عددهم حاجز الثلاثة مليون ، ولا يزالون لأكثر من عقد يرزحون في المعسكرات .

بمرور عقد من الزمان ( 2003 – 2013 ) على محنة دارفور وزيارة اوباما العضو في مجلس الشيوخ لأحد معسكرات اللجوء بشرق تشاد في يناير 2007 ، تبدو إدارة اوباما الآن أقل اكتراثا لما يجري لملايين الدارفوريين المشردين والمعدمين .

بنو دارفور المعذبون في الأرض والذين يبدو أنهم لا يقفون على الجانب الصحيح من التاريخ بالنسبة لاوباما .

كذلك لم يرد في خطاب اوباما أي ذكر لشعوب النوبة والفونج الذين تعدى عدد نازحيهم حاجز المليون ، ولا يزالون يقاسون الأمرين في معسكرات مشابهة لاخوانهم الدارفوريين .

لم يرد في خطابه أي ذكر لبلاد السودان وأهلها ، الذين يعانون من استبداد وقمع وفساد طغمة الطاغية منذ 23 سنة ونيف .

أكد اوباما في خطابه أن عقدا من الحرب في كثير من دول العالم قد انتهى، وأن الحوار ، مستقبلا ، هو الطريق الوحيد الى السلام.

رسالة اوباما واضحة ، ملخصها أنه لا يدعم حمل السلاح ، ويفضل الحوار السياسي مع نظام البشير ، وحل المشاكل العالقة بين الدولتين حبيا في اطار الإتحاد الأفريقي ووساطة مبيكي ، وصولا الى حلول سياسية للمسألة السودانية والسودانية – الجنوبية .

ربما قرر اوباما الإستمرار في رهانه على ( الإخوان المسلمين ) في مصر وفي السودان ، باعتبار أن المحور التركي - المصري – القطري- السوداني هو رافعة الإخوان الإقليمية الحصرية حتى الآن.

ترى على غلاف مجلة الإيكونمست البريطانية صورة اوباما وهو ينظر إلى المرآة ، وتحتها عبارة:

( كيف سيراني التاريخ؟ ) .

كيف سيري التاريخ اوباما في عام 2017 بعد انتهاء ولايته الثانية والأخيرة ، وهل كان على الجانب الصحيح من التاريخ، أم على الجانب الآخر في تناوله لكارثة دارفور ؟

5- اوباما الكضاب ؟

ثبت فشل القوة العسكرية كأداة لحفظ المصالح في فترة حكم الحزب الجمهوري ، كما في تجربتي العراق وافغنستان .

كان الوعد بالتغيير والتلويح بالجزرة بدلا من رفع العصا ، شعار اوباما خلال ولايته الأولى ، التي شهدت خطوات ملموسة على هذا الطريق .

يزمع اوباما التركيز خلال ولايته الثانية علي الداخل الأمريكي وبناء دولة ( المجتمع العظيم ) ، رغم معارضة الحزب الجمهوري . سوف يثبت اوباما خيمته الأمريكية بحبال وأوتاد حزبه الديمقراطي ، ومن يقرر من الأمريكيين البقاء خارج الخيمة ، فليتحمل مسؤليته .


ويتوقع المراقبون أن تعتمد ولايته الثانية نفس السياسة المتبعة خلال ولايته الأولى ، أي تحقيق المصالح الأميركية عبر ترتيبات وتوازنات دولية وإقليمية جديدة، تعتمد القوة الأميركية ( الناعمة ) لتعزيز دور الولايات المتحدة الأميركية في العالم ، بما في ذلك دولتي السودان .

انتقد المراقبون سياسة أوباما كأسوأ فشل دولي لأميركا في احتواء أزمة دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ مذابح رواندا قبل عقدين. أجمع المحللون بأنه منذ الحرب العالمية الثانية، لا يمكن انتصار المجتمع الدولي للخير على الشر بلا قيادة ( من الأمام أو من الخلف ) أميركية لإستراتيجية التدخل الدولي ، أو المشاركة الفاعلة فيه .

المحصلة التي تعني اعتماد أهل بلاد السودان على أنفسهم لتخليص أنفسهم من حكم الطاغية .
قال الإمام الشافعي :

ما حَكَّ جِلدَكَ مِثلُ ظُفرِكَ
فَتَوَلَّ أَنتَ جَميعَ أَمرِكَ


وَإِذا قَصَدتَ لِحاجَةٍ
فَاِقصِد لِمُعتَرِفٍ بِقَدرِكَ

ولا تقصد لاوباما الكضاب ؟


6 - عقيدة اوباما ؟

( عقيدة ) اوباما في ولايته الثانية ستركز على الإستمرار في الحرب العالمية الرابعة المفتوحة ( الحرب ضد الإرهاب الإسلامي المتشدد ) ، ولكن بآليات القيادة من الخلف كما حدث في ليبيا ويحدث حاليا في دولتي السودان . الحرب الباردة كانت الحرب العالمية الثالثة .

الحرب العالمية الرابعة حرب طويلة الأمد، وقد تستغرق مائة عام ؛ وتشمل مختلف أنماط التدخّل، بما في ذلك الإنقلابات العسكرية والإغتيالات الفردية ؛ وأمّا العدو فيها، فهو واحد وحيد:


( الإسلام السياسي) !

حسب عقيدة اوباما تم تصنيف الدول المرتبطة بالإرهاب الإسلاموي الى قسمين :

القسم الأول يشمل ( الدول الراعية للإرهاب ) ومنها ايران وسوريا وليبيا .

القسم الثاني ويشمل ( الدول الميّالة إلى الإرهاب) ومنها السودان والجزائر والعراق ولبنان واليمن والصومال .

تهدف عقيدة اوباما الي سدّ منابع الإرهاب الإسلامي أو تجفيفها نهائياً.

تدير إدارة اوباما حوالي ألف قاعدة عسكرية أمريكية في حوالي مائة دولة من بينها جنوب السودان . نصف هذه القواعد لا ( يجفف منابع الإرهاب) بقدر ما يمنح أعداء الولايات المتحدة الفرصة تلو الفرصة لتفجير المزيد من تلك المنابع!

تدعي مجلة فورن بوليسي الامريكية بأن ادارة اوباما الثانية سوف تستمر في المراهنة على الرئيس البشير :

• لأنه قوي داخليا في مواجهة معارضة سياسية ومسلحة ( سجمانة ورمدانة ) ، ويضمن بذلك الإستقرارفي دولة الشمال الذي هو شرط أساسي للإستقرار في دولة الجنوب ؛

• وثانيا لأنه يسهل ابتزازه وتطويعه لسماع الكلام بالتلويح بأمر القبض كلما حرن ، ولكي يستمر في طلب الإذن والتصريح الأمريكي المسبق كلما فكر في زيارة خارجية ؛


• تتكتك إدارة اوباما ليستمر الرئيس البشير رئيسا للسودان حتى ابريل 2020 .

• تتحسب إدارة اوباما لأي طارئ قد يبعد الرئيس البشير من السلطة ( انقلاب عسكري أو استرداد صاحب الوديعة لوديعته في حالة انتكاسة لورم الحنجرة الخبيث ) ، وتعد ( أولادها ) ليكونوا جاهزين لخلافة الرئيس البشير ، وفقط في حالة موته الطبيعي أو غير الطبيعي .

• اولاد اوباما المبشرين بخلافة الرئيس البشير هم ، حسب الأهمية :

- بكري حسن صالح ،

- عبدالرحمن سرالختم ،

- والفاتح عروة ( فلاشا ) !

بهذه الإجراءات تسعى إدارة اوباما لضمان تثبيت ( عقيدة ) اوباما في السودان المضطرب ، والذي يمكن أن يتحول بسهولة الى دولة راعية للإرهاب .

راقب الفرسان الثلاثة ( أولاد اوباما ) في مقبل الأيام !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام