متون باب أوني (٨)

 الحادي عشر من ديسمبر ٢٠٢٠

متون باب اوني (٨)

الصفيح  ذاك الماعون الجميل الذي كان  يحمل لنا

زيتا

جازولين

بنزين

او جازا ابيضا،(كيروسين) كان متوفرا بكثرة.

رغم ان صفائح الزيت هي الأكثر أمانا لاعادة الاستفادة منها، الا ان الناس كانوا يفضلون عليها صفائح البترول لسهولة نظافتها و إعادة بريق لمعانها.

جوز الماء ، كان عبارة عن صفيحتين يحملهما الساقي اما من البئر او النهر.

كانت الصفيحة تعالج بقطع قاعدتها العلوية و تثبيت عود خشبي ما بين سطحين متقابلين و تثبيت او ( فتل) حبل ينتهي بعقدة لتركيبها في، ( الشوم)، و هو عبارة عود خشب موضب بعناية بعد إزالة اللحاء.

و قد غني الفنانون للفتيات و هن يحملن صفائح المياه على رؤسهن.

فغرد وردي

تر بناتي نركلتون أين نيدي

( يمني نفسه بشربة

من نقاط الصفيح الي الطرحة و  الطرحة معناها بناتي.

و غرد مكي في (عديلة) 

أمن صفيح مولو ويركا فينا

وصف لوجود الصفيح قرب السبيل.

بما اننا شعب له شغف في إعادة استعمال المواعين لاغراض مختلفة،. فقد استعملنا في طفولتنا الصفيح في

صناعة سيارات تماثل اللواري

و استعلمها بعضهم كابراج لتربية الحمام.

و استعمل الصفيح ماعونا  مناسبا للعجوة حيث يتم أحداث فتحة مناسبة لملأ العجوة من خلالها و من ثم يعاد اقفالها بلحام القصدير. 

و قد كان (عوض نصر) باهرا في توضيب صفائح العجوة لتسافر عبر اللواري و القطار.

و كانت الصفائح في الأفراح تتحول ل( آلة ايقاع) في الاعراس و الأفراح.

مادة الصفيح كانت متوفرة فكانت منها تصنع حلويات سعد عبوات مختلفة للطحنية. 

و كذلك شرائح الأناناس و الكريز و علب السردين  و اجبان الدويم كانت في عبوات من الصفيح. 

و كانت الصناعات الطبية كلها تصمم حاويات متعددة القوالب حسب حاجة الجسم الطبي.

و اعتقد ان الصفائح كانت تستعمل كمعامل مثالية لإنتاج( العرقي،)، 

و اذكر مع هذه المعلومة تعرض  بيت في قريتنا الى كسر و بعد إجراءات فتح البلاغ لدي الشرطة تبين ان المسروقات عبارة عن عدد اثنين من الصفائح و قد سجل المتهم اعترافا بان سبب السرقة فقط، كان بغرض الصفائح لأنها تستعمل لتقطيير العرقي و تاسف لاختفاء الصفائح  الا في المنازل التي هجرها سكانها منذ ازمنة.

و هناك شنط الحديد المصنعة من الصفيح

و  لا أنسى زفات السناير في الجامعة للقادميين الجدد ب


برلوم جديد

و الشنطة حديد.


فكما الممالك التي سادت ثم بادت، انتهى زمن الصفيح و ظهر زمن الباغات و المواد البلاستيكية.

و اذا اعتمد البعض في عدم ملاءمة الصفيح لحفظ الغذاء لاحتمالات الصدء فإن احتمالات السرطنة مضاعفة في المواعين البلاستيكية. 

كان يوجد لدينا في المنزل عدد وافر من الصفائح المعلقة حيث كانت تعج بالحمام. 

و كانت القرية عامرة بكثير من الحمام حيث تغطي السماء باسراب لا تنتهي.. 

فوجئت يوما بإنزال كل صفائح الحمام و إزالتها. 

و ظلت الحمائم لفترات طويلة تحوم حول منزلنا و لا تجد أوكارها، فاختفت في فترات متباعدة حينما لم تجد بيوتها و قد ازيلت تماما. 

هذا السلوك كان غريبا ، و حينما سألت عن سبب إزالة بيوت الحمام و تسريحه علمت بأن شيخا أفتى بأن امتلاك  مثل هذه الحمائم دون شراء أصولها باطل و لذا فأكلها حرام و تملكها ذنب فادح، فتخلص معظم الناس من الحمائم نظير هذا الافتاء. 

اختفى الحمام من القربة و اختفت اسرابه في الأجواء، ربما ارتاحت المزارع من الحمام كآفة الا اننا فقدنا  الحمام في قريتنا و الذي  كان  رمزا  جميلا للطير الذي يبشر بالخير يؤكل صغاره فقط و رغم هذا كان متكاثرا ببركة من الله و فضله. 

على عبد الحليم محجوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام