ارون باب أوني

 26/01/2021

ارون باب اوني(١)

هو باب منزلنا الجنوبي، كان بابا نوبيا كلاسيكيا ذات  (شرو  و ترى).

و كل الأبواب النوبية كانت ذات تصميم واحد و هو أن المزلاج  يغيب في فتحة في الحائط عند الاغلاق.

و الباب بالنوببة اسمه، كوبد (ⲕⲟⲃⲓⲇ).

و عندما  يكون المنزل خاليا من سكانه لزمن طويل، يُغلق الباب و يترك ( المفتاح، ترى، ⲧⲉⲣⲉ̄) فوق الشرو(ϣⲟⲩⲣⲟⲩ).

و لا يختفي المفتاح من فوق الشرو الا في حالات السفر او الغياب الطويل.

جنوب (ارون باب)  يوجد البود العظيم و الذي كان يتحول إلى منتدى ثقافي ليلا.

كل مجموعة تتخذ ركنا فيه فمنهم من يلعبون العاب مسائية، مثل(ليمونة، دنقي دلنقي او دكّيه).

و هناك من يتحلق حول مذياع و لم نعرف محطات سوي إذاعة لندن و صوت أمريكا. 

و هناك من يتسامرون.

و الواضح أن (البود كان في يوم ما عامراً بالزراعة) و كنت اتبين معنى بود حينما تنطقها (ماما نفيسة مبروكة ) بحسرة، اركي كدان بودان قو كومي.

و تعني ان القرية أصبحت صحراء.

و لا أعرف العلاقة بين

بود

و

بور (بالعربية) 

فمعناهما واحد و لا أعرف ايهما أقدم.

أقصى جنوب البود ، كان ميدان الكرة  الأساسي قبل ان ينتقل الي جنوب المسجد. 

و على تخوم البود الجنوبي منزل عمنا احمد فقير و منزل الحاجة (بنات) و بينهما المنزل الذي ظل نشطا ك(دار الكتائب) يأتي اليه شخص يدعي ب عمر كتائب و محاولات الاتحاد الاشتراكي البائد التجنيد الشباب في الكتائب و الطلائع المايوية. 

تحول هذا المنزل بعد  فترة الي مسرح. 

و في إحدى الامسيات،  تم تقديم عاكف لتقديم( الحزن النبيل) . 

و رغم صغر عمره في ذاك الزمان فقد نجح في تقديم  القصيدة نصاً ناسبا  الحق الشعري للشاعر الدوشَ.

و حقيقة ابدع عاكف في الغناء و قدم فاصلة ممتازة من الإبداع. 

اما منزل الحاجة بنات عليها الرحمة فقد كان حاجبا لخلوة القرية . و الخلوة  كانت تقابل قصر الشيخ العالم الفقير عبد الرحمن و الذي يتكون من طابقين. 

يقال ان الدراويش  قاموا بقذف كل الكتب التي كانت في مكتبة الشيخ في النيل حتى تغير لونه لأيام طويلة. 

فقد حاول الدراويش استمالة الشيخ عبد الرحمن للدعوة و حينما رفض، مقيما الحجة بأن المدعو بالمهدي ليس بالإمام المهدي  المنتظر. 

تعرض الشيخ عبد الرحمن الي الضرب و السحل و السجن. 

الا انه استطاع الهروب من سجن الدراويش و الوصول إلى حلفا.

و هناك تم تعيينه اماماً لمسجد التوفيقية. 

يوجد بيت الشيخ طه، غرب منزل الحاجة بنات في حي (مادريري). 

مادريري،. هذا الاسم موسيقى لم أعرف له معنى. 

و في  مادريري يوجد  بيت جدي عبدو خليل. 

و منه شمالا منزل عم عثمان ماشي والد ماهرون (شفاه الله و عافاه) و زوج زهريه. 

حاجة زهريه كانت ذات شخصية قوية و حنينة جدا و كانت وحيدة نسبة لوجود ماهرون في السكة حديد و كانت دائما تعطينا (المش و البيض ). ربما تنقلب في حالة الغضب الي بعض الشراسة. كانت تحب أن تلمح الي ما في  خاطرها من كلام فإذا، أنت، فهمت كلامها استرسلتْ و الا، سكتت. 

و تشاء الظروف ان اجاور اختها الحاجة زينبو في الكلاكلة القلعة  و حينما رحلنا من القلعة أصرت ان نشتري لها منزلا قرب منزلنا. و قد كان. 

وحاجة زينبو كانت كما هائلا من الحنين و الطيبة و تلقائية المواقف. و كانت كثيرة الدعاء و تقول:-

يعلم الله اني ادعو لكم كما ادعو لابنائي

و قد صُدمنا بوفاة ابنها جمال ( الرجل الحبوب) موتا فجائيا ثم لحقت به حاجة زينبو بزمن قليل. 

رحمهم الله جميعا

و نعود الي مادريري في الحلقة القادمة بإذن الله 

على عبد الحليم محجوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام