ارون باب أوني (٣)

 ارون باب أوني (3)

من بعد طول هجر عدتُ إلى ارون باب أوني. 

درجات الباب الثلاثة كانت مختفية تماما تحت تلال الرمال الزاحفة و التي تركتْ على استحياء فرجة يسيرة للباب تسمح بتحربكه


المساطب كلها كانت تغط تحت الرمال في سبات، بل في موت سريري. 

كانت الرمال في صيف( أبريل الحرب) ساخنة لا يمكن أن تحركها الا الصباح الباكر. 

أما ليلاً فكانت تحتفظ بحرارة غاب عنها مصدرها منذ زمن طويل جدا. 

حينما قررت بعد شهور و شهور في دفع الرمال عن الباب  كانت العملية شاقة جدا.

و ما زال ال (اربُر، ⲉⲣⲡⲟⲩⲣ) و ( الواسو، ⲱⲁⲥⲟ)، الآلة المناسبة لتحريك الرمال.

و هذه الرمال في الحقيقة (سفاية) او سورتور ⲥⲟⲩⲣⲟⲩⲧⲟⲣ. و هي تربة خصبة جدا للزراعة، خاصة لزراعة البطاطس و البصل و قد لاحظت ان مجمل زواحف الخضر  القرعة، العجور الكوسة و الخيار  تنمو فيها بسرعة لكن لا تنجح في الاستمررارية. 

الجميل في البلد الان، لا توجد بهائم مطلوقة تتلف الزرع و ربما التراجع المخيف في تربية الغنم هو الاعتماد غير الواعي على البان المصتعة. 

  قمت بإنشاء حديقة منزلية وفرتْ لي النعناع، البازنجان، الكركدي الجرجير و خيار بدء و تلاشي و كذلك العدسية. 

  قمت بزراعة قليل من السمسم للتجربة و قد اذهلني نجاحه و إنتاجه و للأمانة العلمية قمت بزراعة السمسم في أواخر شهر سبتمبر. 

فكرت في تربية الغنم، لكن لم ابدء، ربما أتخوف من طريقة ايوائهم و توفير الحشيش المناسب. 

الحمام، الخيار الآخر لتوفير اللحوم. 

و كما قال إيليا ابوماضي

تخلق الأسماك و تخلق الحوت الأكولا. 

 الحمام سيكون سهل الافتراس من القطط،. لذا لابد أن تبني له أماكن آمنة،

نصحني أحدهم بأن هناك شخصا من كويكة يجيد بناء ( برج الحمام، ارجو ان أجده. 

و سأعود للفتوي التي جعلت الوالد ( عليه رحمة الله) يقوم بتسريح الحمام و ذلك بالتخلص من الصفائح التي يسكنون فيها و ذلك بسبب فتوي أحدهم بأن أصل الحمام لو لم يكن عن طريق الشراء فهو باطل و حرام شرعا (متون باب اوني). 

كل المزارعين يركزون على زراعة القمح، الفول المصري او البصل. 

أما الموسم الصيفي فقد تركوه، بل يحبذون إيجار  مشاريعهم لمستثمرين يقومون بزراعة الطماطم في عموم منطقة السكوت. 

من تجربتي في زراعة مختارات في الحديقة المنزلية لاحظت نجاحا كبيراً للآتي:-

الكركدي

العدسية

السمسم

البطاطس 

و هي محاصيل نقدية و لا تعاني من مشاكل في النمو و الإنتاج و رغم ذلك يعتمد المزارع حول سكوت على الفول المصري و القمح. 

و ترك صيفاً زراعة عيش الريف ( الذرة الشامية)  الا قلة منهم. 

و أعتقد نجاح عيش الريف مذهل و يمكن زراعته مرتين و ربما أكثر في الموسم الصيفي. 

الجميع يبرر الاعتماد علي القمح و الفول المصري لضعف تسويق المنتجات الأخرى. 

  تكلفة الإنتاج مرتفعة جدا و التسويق ضعيف. 

كثيرون يعتقدون أن البنك الزراعي سلبي جدا في اهتمامه  بالمزارع و منتجاته. 

و يعتقدون ان نظام المرابحة  و الذي يسمونه (سلفيات)   هو تعجيزي و يشجع الكثيرين للوقوع في فخ الربا دون علم أو قصد. 

و كثيرون يعتقدون ان على البنك شراء محاصيل المزارع و المساهمة في التسويق حتى لا يخسر المزارع بسبب تكلفة الإنتاج.

(ارون باب) يفتح علي (البود) العظيم و الذي ظل لأسباب مجهولة دائما صحراء لمساحات كبيرة فلا تزرع و لا هي تبنى كمساكن. 

(مادريري) اكتسب خلال الحرب

(طلال) والذي قام بتأهيل جانبا من منزل جده الشيخ طه و كذلك عودة الحياة لمتزل جدنا عبدو خليل بعد أن أتى اليه الأخ بهاء بأسرته و احمد ( طرمبه) و اخواته. 

مادريري شهدت ميلاد (جنينة) منزلية من الجانب الشمالي الغربي لمنزل الخليفة محمد عثمان محمود و عودة ابنائه ميرغني و أحمد و بعض من واحفاده. 

كنت أتوقع تواجدا متواصلا للأخ فيصل سيد أحمد بتبج بعد اخضرار (الجنينة) التي أنشأها، لكن فوجئت بسفره الي مصر. 

تبج أصبحت لكثيرين محطة عبور لمصر.


على عبد الحليم محجوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام