اللوري للتقاعد الاجباري

بمناسبة صورة الغلاف الحالية عن السفر باللوري .
المعذرة للركاب , لم اعرف احدا منهم , لهم التحية.
اللوري كم جمع الاحباب و كم باعد بينهم.
غنى له الشعراء في الشمال و الغرب و في كل مكان.
و ضربت به الامثال.
بكرة الخريف يجيك و اللواري تقيف.
فقط الخريف الذي يستطيع ابطال مفعول اللوري و هذا يدل على قوته لطى المسافات في الأراضي الجافة.
السفر باللوري المشحون بحمولة تقيلة كان عز الطلب , حيث تقوم  الحمولة بتقليل وطأة (الدقداق) و قسوة الطريق.
يحكى أن أحد السواقين كان لا يبالي كثيرا بتهدئة السرعة و اختيار (التعاشيق) المناسبة لامتصاص المطبات , لذا تبرع أحد المسافرين بالجلوس فوق (التندة) و اذاعة حالة المطبات.
هناك مطب كبيير , اعملوا حسابكم , فيعتدل المسافرون و يتشبث كل واحد منهم بما يجده لتفادي الارتطام بما لا يحمد عقباه.
و استطاع (قارئ الطريق تنبيه الناس بمواقع المطبات) و صدق في كل توقعاته.
الا أنه تفاجأ في أحد المطبات و  بعد أن اعطى الانذار للمسافرين , تفاجأ أن سائق العربة هدأ من السرعة و أخذ يعمل على تغيير (التعاشيق)تارة و تارة اخرى يعمل قدمه على (بدال الفرامل) حتى استطاعت العربة من المرور من خلال المطب بسلاسة و لطف.
مذيع الطريق طرق على سقف القيادة بعنف مخاطبا السائق:
نسيت ليك مطب.
و كانت ردة الفعل للسائق قوية , حيث أوقف اللوري و أصبح يطارد مذيع المطبات في وديان الطريق الوعر!
   أما على كدود , فهو حالة نادرة من الاشخاص الذين يمكن أن يشملهم البحث فمكث عمره كله في و ظيفة (مساعد).
و كل السواقين كانوا يفضلونه لانه يقوم بتنظيف العربة و صيانتها وقيادتها تارة للمحطة و تارة للميناء بحلفا حاصلا على اكبر عدد من الشحنة و الركاب.
أحد اولاد البلد كان معجباً بمهارته في تحميل اللوري بالشحنة المناسبة و بعدد وافر من الركاب
  فسلمه لوريا قائلاً:
من الان يجب أن تكون سائقا مستقلا و ليس مساعدا .
أول خطوة قام بها كدود ,
توجه بها الى الخطاط و أمره بأن يكتب الاتي
(يا ما صبر نمي و كدود) 
و في طريق العودة انقلب اللوري و انقلب كدودة أيضا الى و وظيفته القديمة .
التحية لكدود  فهو رقم لا يمكن تجاهله.
 التحية لسواقى اللواري كلهم
فقد أبليتم بلاء حسنا.
أما سيد تلول , النوبي الساخر فقد قال قولته الشهيرة حينما رأى اللوري بحالة كئيبة بالقرب من بصات ابي رجيله.
(أوكّا تا اركيل نجيلي) . 
رحمهم الله جميعا.




.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)