المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

متون باب اوني (٢)

 متون باب اوني الجزء (٢) َقبل الغروب بزمن كاف، كان لزاما على عثمان، اخي الأكبر و شخصي و تارة معنا مكاوي كان لزاما تجهيز ( قربة المياه)، تلاجة الغلابة كما يسميها كثيرون من اهل القرية. ثم نجهز برشين متقابلين. ثم الاباريق لا صرعي، لكن متاهبة حول طشت نحاس رجالي لغسل الأيادي بعد تناول الطعام مع صابون (بوكيه) فاخر.  حين غياب الشمس لابد أن يكون هذا المسرح جاهزا بقربة ماء مصنوعة من جلد الماعز،.  و تتدلي القربة من دائرة حديدية تجمع ثلاثة اعواد خشبية َو من أمامها  الإبراش و الاباريق. ريثما يبدء الحاج عبدو الوضوء حتى  يكون عم علي عبيدي قد اقترب من مسرح اللقاء اليومي. اذكر انه كان لزاما علينا تجهيز هذا المسرح يوميا قبل التحرك للعب الكرة او اي نشاط اخر ثم العودة قبل الغروب بوقت كاف. في يوم ، اخذت منا الكرة وقتا أطول حتى الغروب و لم نكن قد جهزنا المسرح الليلي. كان جزاء عثمان و مكاوي عقابا بالا يظهروا امامه لثلاثة ايام بلياليها اما انا فقد كان نصيبي علقة ساخنة جدا. عم علي عبيدي كان وحيد بلا اولاد في عمرنا ، حيث كان اولاده يقيمون باسرهم في مدن متعددة.  تزوج بالسيدة (سعيدة آمنة  من جزيرة ارنتي،. لم يلد

بشبش

بشبش استاذ محمد توفيق ابايزيد ذلك الرجل المهاب فهو ابن عمي و زوج أختي. كان يتميز بتعدد طبقات شخصيته فهو ذاك الهاش الباش مع اترابه و صاحب القفشات و الكلمات التي (امتلكها تخصصا) فإذا نادى أحدا من أصحابه  فهو                بشبش و للصغار امثالنا إذا غضب من احدنا نعته ب  يا               بطش سيد تلول لم يكن يعرف في حلفا سكنا سوى عنده و لم يعرف أمينا لماله سوى اختي جليلة متعها الله بالعافية. ربما في تبج تتعدد عنده الخيارات الواسعة. و في زمن لاحق بعد انتقال العدد الأكبر من خاصته للآخرة كان يخص مجالس الليالي القمرية بزياراته المباغتة. ثم باغت ليلة ( سهران بود)، تلك الفسحة ما بين بيوت محمد حسن محمود و عبد العزيز قرناص و عبد النبي سعيد و شرقا منزل العم هاشم محمد بدر. جلسة قمرية و لا في الأحلام مع سيد تلول و تنقله في المجلس بين الجد و الهزل  الأسئلة المباغتة و النكات الساخرة، و حينما انقضى معظم الليل هب عم سيد تلول قائما يتخير موضع مبيته و كل يمني نفسه بخصوصية انفراد به باقي الليل اما مع من يبيت!؟  فقد كان، لكثرة الرجاءات المتعددة بأن يخصهم بالمبيت يضع مواصفات فيها الكثير من الغمز كأن يقول بأنه

متون باب اوني

متون باب اوني كان اقصر الطرق لاقرب دكان. دكان عثمان دنكي و الذي كان يعمر  باشياء ربما لا تجدها الان في البقالات الفاخرة. بسكويت ويفر، بكريم ابيض ذات غلاف ازرق جميل و آخر بالشكولاته بغلاف احمر فاخر. السردين و طحنية سعد.  و في الجانب الجنوبي للمبنى طاحونة شهدنا نوعها  الأول، قديم ضخم كان يبلع  الحبوب و لا يعطي الطحين الا بعد تراكم و انتظام الضربات باكف السواعد على لوحة أعلى  مخرج الطحين.  ثم شهدنا طاحونة جديدة اَقيمت في عُشر مساحة الطاحونة الاولي،. ما ان تلقى الحبوب في فتحة علوية و يخرج الطحين بسرعة عجيبة. الطاحونة الجديدة كانت مبسطة و اختفت مواسير التبريد التي تشغل حيزا كبيرا في القديمة.  الطاحونة كانت عبارة عن سوق يأتي اليه امم كثيرة من القرى المجاورة.  و تشهد الساحة الامامية للطاحونة بعض المشادات و المعارك و قد يكون السبب استغلال (الحمير) فرصة تجمعها فتقيم مهرجانا للتزاوج.  و كان ( متون باب)  واجهة لاستقبال الزعيم الازهري و بعض النخب السياسية.  و ظل مدخلا لاستضافات متاوفتة الاقامة  في ديوان الحاج عبدو من السادة الادارسة.  و من المحس المسافرين الي مصر.  و كذلك ممن ياتون لقضاء بعض الأغر