متون باب اوني

متون باب اوني

كان اقصر الطرق لاقرب دكان.

دكان عثمان دنكي و الذي كان يعمر  باشياء ربما لا تجدها الان في البقالات الفاخرة.

بسكويت ويفر، بكريم ابيض ذات غلاف ازرق جميل و آخر بالشكولاته بغلاف احمر فاخر. السردين و طحنية سعد. 

و في الجانب الجنوبي للمبنى طاحونة شهدنا نوعها  الأول، قديم ضخم كان يبلع  الحبوب و لا يعطي الطحين الا بعد تراكم و انتظام الضربات باكف السواعد على لوحة أعلى  مخرج الطحين. 

ثم شهدنا طاحونة جديدة اَقيمت في عُشر مساحة الطاحونة الاولي،. ما ان تلقى الحبوب في فتحة علوية و يخرج الطحين بسرعة عجيبة. الطاحونة الجديدة كانت مبسطة و اختفت مواسير التبريد التي تشغل حيزا كبيرا في القديمة. 

الطاحونة كانت عبارة عن سوق يأتي اليه امم كثيرة من القرى المجاورة. 

و تشهد الساحة الامامية للطاحونة بعض المشادات و المعارك و قد يكون السبب استغلال (الحمير) فرصة تجمعها فتقيم مهرجانا للتزاوج. 

و كان ( متون باب)  واجهة لاستقبال الزعيم الازهري و بعض النخب السياسية. 

و ظل مدخلا لاستضافات متاوفتة الاقامة  في ديوان الحاج عبدو من السادة الادارسة. 

و من المحس المسافرين الي مصر. 

و كذلك ممن ياتون لقضاء بعض الأغراض في المجلس الريفي من مناطق اشومتو، عبود، ارو و نلوتي و كانت اغلب اسباب النزاعات  بسبب الأراضي. 

و من الأسماء التي لا انساها من ضيوف الحاج  عبدو 

شيخ عز الدين من ارو فقد كان صديقا مقربا و كذلك علوب  حيث نقوم بايصاله او إيصال بعض أغراضه لبنطون صاي. 

اما على صعيد الزيارات العابرة اذكر ممن عبروا متون باب، السادة 

عم عثمان انبي

مولانا القاضي الشرعي

أستاذ عبد العزيز حسن كورة

أستاذ فضل عثمان

عم نوري سيلي

و قد قام بتجبير يدي مرتين و في المرة الاخيرة كنت اخفي موضوع( فكك يدي من المفصل) الا انه اكتشف بالصدفة حينما لاحظ اني اقوم بتوزيع الماء بشمالي و قام بالواجب بصناعة جبيرة من شجرة كانت أمام متون باب.

و ظلت العباسية (مزرعة ال محجوب) 

قراشا لحمير الضيوف توفر لهم الماء و الكلأ. 

اذكر ايام طفولتي انا و ابن خالتي محمد سر الختم فشلنا اليومي المتكرر لاجتياز ثلاث درجات حَبْوَاً من الحوش الغربي لنصل الباب المؤدي للحوش الشرقي. 

ظلت فكرة العبور  للحوش الشرقي عصية على التحقيق و لظروف لا اذكرها اختفى نديدي محمد و خالتي. 

بالطبع اقلعت عن محاولاتي اليائسة لعبور  الجزء الأول من متون باب. 

الفسحة شرق متون باب، شهدت سيارات صوالين صغيرة في مناسبات متعدة لكنها لم تكن تمكث كثيرا كما يظل اللوري الفورد ( ابو أربعة) مستظلا شجرة السنط الضخمة اما متون باب. 

و لايذكر لوري آل َمحجوب إلا يذكر معه عم حسين قيل. 

تارة يقوم بتدوير طبقات من  حبل طويل حول طارة ضخمة ينفذ منها عمود لجسم  السيارة و يقوم بجر الحبل بقوة ينتج عنها تشغيل محرك السيارة ( ربما لمشكلة في البطارية او الاستارتر). 

و اذكر أياما ظل فيها اللوري متكئا على أربعة براميل. 

عم حسين قيل و هو  بالعراقي و السروال  الدمورية كان شعلة من النشاط لا يشغله شي عن اللوري. 

في الصف السادس عبرت  كعضو اساسي لمتون باب مستغلا انا و اترابي ( المنضرة) للمذاكرة و كذلك في الصف الثالث. 

و في ذلك العام و بتاريخ  ٣١ يوليو من العام ٧٦  عبر جثمان والدي متون باب للمقابر متدثرا برحمته تعالي. 

و ظل متون باب شاهدا على فيضانات و سيول كثيرة نالت أجزاء واسعة من دكان عثمان دنكي و أسوار  مزرعة ال بدر. 

و حينما ازداد هطول المطر عَبَرَ متون باب عدد كبير من الأهل في تبج يلوذون بالمنضرة ذات السقف غير التقليدي. 

كان السقف عبارة عن ( عقد ليبي لكن بطوب لبن) و ذات برابخ تقوم بتصريف مياه المطر. 

حينما اطمأن كثيرون في المنضرة بعيدا عن المطر كملاذ آمن، فاجأهم ابايزيد موسى وجلا :-

معقول تخلوا السهلة الآمنة و تقعدوا في غرفة فيها سبعة قضبان سكة حديد. ما لكم كيف تفكرون. 

فغادر أكثرهم الي هضبة نخيل تتبع لشيخ ود ابراهيم جنوب غرب المسجد الكبير. 

و ظل متون باب معبراً لأصدقاء كثر ايام فعاليات رابطة طلاب سكوت. 

ثم بقى محمد الأخ الأصغر  سيدا اوحدا  للمنزل بجانب والدتنا متعها الله بالعافية. 

ثم في العام ٨٦ غادرت والدتي و محمد الديار للخرطوم  و أصبح متون باب  بشوق ينتظرنا من عام لعام في زيارات منتظمة. 

ثم تباعدت المسافات و تراكم الزمن علينا دون أن نزور ديارنا. 

و ذكر محمد في زيارة من زياراته كثر عليه سؤال الناس عن مدة إقامته،. فكتب في متون باب، هذه العبارة :-

محمد حيطول هنا

أصبح متون باب كساقية مكي تسأل 

هيسون ار فا كي

الي انوق جافينا 

وله ايقا كن  تكينا

و إليك شوقي و سلامي. 

كسرة 

الشكر للأخ مجدي مجدى انور ابايزيد الذي علق على  صورة منزلنا بعبارة

متون باب

فمنهم و من كل من شارك في التعليقات 

سرقت العنوان

و زمنا لازور متون باب

رابط الفيس بوك

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3223967290975762&id=100000875680199

و لكم شكري. 

على عبد الحليم