دكتور ريتشارد حسن

بعد أن انتهي دكتور ريتشارد من تشخيص المرض و كتابة المعالجات , كان من الطبيعي  أن أخرج.
سألته بهدوء
هل يمكنك السماح لي بالتقاط صورة لشخصكم الكريم ؟
و بقدر  ما  كان السؤال مباغتا كانت ردة فعلة سريعة و سألني بانزعاج
ليه ؟
فقلت له : اريد أن أكتب شيئا عنك , فأنت تستحق أن نكتب عنك.
تستحق يا دكتور أن نشكرك باسم جميع المرضى الذين ينتظرون دورهم و كذلك باسم كل المرضي الذين يترددون عليكم في هذه لعيادة.
و استرسلت بهدوء : يا بروف أنت تعلم أن قيمة زيارة الاخصائي لا تقل عن المائة و الخمسين جنيها و رغم ذلك انت تتقاضى فقط مبلغ ثلاثين جنيها. 
هذا السلوك نابع من احساسك بالناس و بظروفهم المالية المتردية , أنت لا تتقاضى هذا الاجر الضئيل جهلاً منك بقيمة اتعاب الاخصائيين و الاستشاريين. أن هذا المبلغ بالكاد يغطي قيمة الايجار و بعض مستلزمات تسيير العيادة.
أنت تفعل كل هذا من أجلنا  و لا تتوقع أن يكون بيننا من يسمعك شكرنا جهرا و أن يكتب عنك شيئا و لو قليلا تقديرا و عرفانا منا ؟!
نظر الي (كرت المريض) الذي بحوزته و قال لي :
يا علي
هل تعلم ما اريده منك بالضبط ؟
أريدك أن تتعافى. 
أريد أن يوفقني الله أن أزيل الالام  من كل من يقصدني , لان هذه مهمتي و هو ما أصبو اليه. 
أحسست في عيونه بدموع ابت أن تستجيب لمحالاوات حبسها .
و سالني
من أين أنت ؟
فكرت
و قلت :- أنا نوبي. 
من نوبة الشمال السوداني.
قال :-
 أنا أعلم ان النوبيين  يتعرضون على  امتداد التاريخ للظلم و محاولاات الابادة.
هل تعلم أن عددا كبيرا من النوبيين اضطر أن يترك النيل خلفه و يقصد اتجاه الغرب هربا من شدة  تدافع الحروب عليهم .
 لا أقصد تلك الفئة التي سكنت غرب السودان من نوبة الغرب و غيرهم
لكني أقصد أنّ منهم من استقر في نيجيريا و غانا. أنا متأكد من معلوماتي , ابحث عن بعض من أهلك في غرب أقريقيا 

يتبع

علي عبد الحليم محجوب








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)