مشاهد قبل السفر و ساعة وصول تلغراف فجيعة السفر الى قاع النيل

أثناء دردشة عادية مع السيد عوض ابراهيم (نسيبي) ، لا أعرف المناسبة التي جعلته يتذكر احداث فاجعة لوري ال بدرو التي دارت احداثه حسب روايته في يونيو  من ١٩٦٠.
 فتحدث قائلا:
كنت قلقا لمعرفة نتيجتي حيث كنت قد جلست لامتحان دخول الوسطى.
كنت عائدا من سوق عبري الى القرية حينما سار بي حماري جنبا الى جنب مع حمار السيد الحاج وكيل بوسطة عبري.
 رغم الرفقة لم يحدثني و لم أحدثه.
دخلنا تبج سوية و حينما ترجل السيد الحاج عن حماره  امام الشجرة امام منزلكم ، واصلت  المسير الى منزلنا.

فقمت بحمل حزمة جريد لمنزل الاستاذ علي شعيب في سهران.
حينما كنت قبالة منزل السيد محجوب صالح سمعت نياحا عظيما و كأنه يأتي من منزلنا.
فقمت بالتخلص من حزمة الجريد و وجهت الحمار لاتجاه منزلنا.
كانت الجموع تجري لاتجاه النواح و لا احد يعلم حقيقة الامر.
كانت ( عشة دودو) تجري متوجسة و تسال:
من داري؟
حينما اقتربنا من منزلكم ، أخبرنا أحدهم ان جميع ركاب لوري ال بدر قد ماتوا غرقا، فازداد أصوات البكاء في حلقات كل يبكي فقيده.
ثم تقدمت اكثر فوجدت السيد الحاج
يقوم بقراءة التلغراف بدء بالناجين
ثم أعقبه بقائمة المتوفين.
استعان بي كثيرون لمعرفة مصير ذويهم من ركاب اللوري.
كانت كل مجموعة تجري لبيت أحد المفقودبن وترى الناس حيارى الى بيت يذهبون  ففي كل بيت فقيد..
  و تذكرت كيف اقنعني الخال عباس فرح بالغاء الحجز في تلك السفرية  و ان ارافقه في اللوري( خاصته) بعد يومين.
 ثم تذكرت كيف ان عبدو صالح استغل زمن توقف اللوري زمنا طويلا في تونتا و دمبو  نسبة لسفر احمد بري و شقيته و اخرين ، استغل هذه المدة لزيارة منزل الشيخ عبد المجيد الرحمن.
حينما خرج من منزل الاستاذ عبد المجيد و توجه ( لمسطبة) منزل محمد علي عبيدي كمحطة لانتظار اللوري. لحظتها اكتشف ان اللوري قد غادر، حينها حاولتُ اقناعه بتأجيل السفر لنترافق سويا بلوري عباس فرح ، لكنه اكد لي بثقة ان اللوري لن يغادر سوق عبري شبرا الى ان يعود لحمله.
و صدق في توقعه حيث عاد اللوري الى تبج من أجله.
    علي عبد الحليم محجوب


تعليقات

أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)