متون باب اوتي(٣)

 متون باب اوني (٣)

لا أعرف كيف بدأت علاقة والدي بالحزب الاتحادي و الإدارسة.

اذكر جيدا تفاصيل وجه( سيدي) المعز كما كان ينادونه.

كانت( ارقو) مركز إقامة السادة الإدارسة.

و اذكر منهم أيضا  السيد كامل.

المعز كان صاحب بشرة صفراء و عيون واسعة، ممتلئ البنية.

كان يرتدي فوق الجلابية صديري من الحرير بالوان بيضاء و سوداء و يرتدي عليهم جلباباً بنفس لون الصديري.

و طربوشاً احمر و عمامةً قصيرة.

لا أعرف كيف كان يتحمل هذه الملابس في تلك البيئة الصحراوية الساخنة.

متون باب، كان استراحة مسافر للسادة الإدارسة في طريق توجهم الي مصر عودة و ذهابا. 

عند يأتي ( سيدي)لمنزلنا، كانت الجموع تتقاطر نحو متون باب اما لالقاء نظرة على (سيدي) او الفوز بمصافحته. 

سيدي، كان هو اللقب الرسمي، و الاسم الذي يطلقه الاهالي لكل السادة الادارسة. 

ساعات الاكتظاظ الرسمي كانت عند وصوله او لحظة المغادرة. 

اما بعد أن تذهب الجموع، كان  أصحاب الوالد يبقون مع سيدي. 

اذكر منهم الشيخ عبد القادر عبده بدر الازهري و الرجل الدائم الابتسامة و هو يمثل الجانب الروحي و الديني للقرية، و الحاج بدر و عمنا الشيخ حسن محجوب و شيخ طه و آخرون.

اما الشيخ طه فقد كان يمثل الجانب الحياتي و السياسي للمجتمع. 

و كان والدي يقوم بتنظيم جلسات استماع لذوي الحاجات و طالبي الدعاء مع سيدي. 

النساء كبيرات السن كما هي العادة دائما كن اكثر حضورا من الرجال و أكثر يقينا بسيدي فكن يتركن احذيتهن في فناء المنزل فقط لالقاء نظرة على سيدي من بعيد. و أعتقد أنه، مهما بلغ اعتقادهن بسيدي فلم يكن يجرؤن لملاقاته، بل حتى ملاقاة والدي لانهن جلبن على الحياء و  احترام الرجال. 

ذكرت في مقال سابق ان والدي كان يعطي سيدي ( بكرة خيط) ليقرء عليها بعض التحصيينات او الاوراد ثم يقوم بتقطيع و توزيع تلك الخيوط على الجموع التي كانت تتقاطر للتبرك بسيدي. 

هذا لا يقلل ايمانيات جيل الآباء فقد كانوا يحبون حقا رجال الدين و يسعون إليهم طلبا للدعاء وحبا لحوزتهم علوم الدين. 

اعتقد ان المدارس و  الجامعات اسهمت بطريقة فاعلة الي إعادة تقييم الناس ل ( سيدي) ، فلم يعد ذاك الذي يعطي البركات. 

بل ارتفع قناعات المجتمع الايمانية فعبدوا الله سرا و جهرا بل خرجت الكنداكة السودانية من زيف اعتقاد جداتهن الاعمي ب(سيدي) بعد أن رأين كيف يتسابق هؤلاء السادة من البيتين لتقبيل أيادي الانقلابيين من امثال النميري و بشة. 

بشة  ذاك الخائب الذي أضاع هيبة الجيش و باع كرامة الوطن و خيراته لحثالة من أقوام شتى و إيجار الاراضي لتسعة و تسعين عام عجاف على الوطن. 

ثم اتي من بعد( سيدي) حثالة المؤتمر الوطني الذين  تدثروا بثوب الإسلام و مكر الثعلب و قلب ابي جهل و امعانا في استغلال الدين اسموا أنفسهم ب الحركة الاسلامية لتضليل العامة و سرقة خيرات هذا الوطن. 

التحية للمرءة السودانية التي عرفت بوعيها زيف العسكر و زيف أسياد قبلوا أيادي عسكر قتلوا شرفاء رفضوا ظلم الطغاة المتأسلمين،. 

حينما سقط السادة في وحل العسكر و انكشفت عورتهم

ارتفعت كلمة 

تسقط بس

فسقط بشة الذي نهب كل الوطن ولم يبق في ادراكه الا انه لا يملك سكنا سوي زنزانة في سجن كوبر.

اعتقد شهادة بشة هذه أعظم شهادة لثورتنا لاني اعتقد ان هذاه  الشهادة سيدلي بها اخرون مستبدون الان و باكون غدا.


على عبد الحليم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)