يحبونك و يسألون عنك (2)

 
الاستاذاهالهيم محمد مختار و الذي اشتهر في منطقة (كورما) ب أبراهيم عبري. كلفنا احباؤه بالبحث عنه . لم يكن البحث عنه مضنيا لانه ترك ارثا طيبا يدل عليه , كل من سألته عن استاذ يتمتع بهذه الصفات التى اوردها عنه احباؤه و تلاميذه في كورما , كلهم أجمعوا بأن الصفات تجتمع فيه فقط
نسال الله الكريم ان يرحمه و يسكنه الجنات العالية مع الصديقين و الشهداء. 
أنهم يحبونك و يسالون عنك , الجزء (2)

الغرس الجيد يأتي أكله , لان الذي يغرس يواصل الزرع الطيب حتى لو تبقت للقيامة ساعة و احدة لان همه ليس فس شخصة و انما همه ان يغرس لمن هو من بعده.
هكذا كان الاستاذ ابراهيم عبري يعمل بهمة من يواصل العطاء دون الالتفات ماذا يبقى لنفسه و لاسرته , استضاف في منزله و وسط اسرته كل من اراد التعليم و أبعده ضيق اليد , بعد المدارس من مضارب الاهل و عدم قناعة اهل من يريد التعلم و هو متشبث بالتعلم . قدم مع الدروس المدرسية البسيطة فن الرسم للترغيب و مارس معهم رياضة ركوب الخيل لانه يعلم ان الخير بناصيته و مارس معهم رياضة الجري و رغبهم في جمال الخط العربي و عزف الالحان لحثهم لحفظ الاناشيد.
أحبوه جميعا و بحثوا عنه لانه كان واحدا منهم , فقد واصلهم في ديارهم و تفقدهم في منتدياتهم و عاشروه و لم يجدوا له وصفا , فقالوا أنه ملاك في شكل انسان.
أعطاهم من علمه و رسمه و فنونه فأحبوا المدرسة لوجوده فيها , لان اعطاهم مقرر المدرسه في شطائر من الفنون و الالوان و الاوتار.
سألوه , كيف نصير مثلك ؟
قال لهم , احبوا دروسكم تبقوا مثلي.
افهم درس اليوم باليوم تبقوا مثلي.
فأحبوا المدرسة و واصلوا الدراسة فنجحوا فيها و تخرجوا من الجامعات و منهم من واصل أكثر فأصبح من حملة الشهادات العليا.
ولأنهم نجحوا في حياتهم بحثوا عن الرجل الذي حبب اليهم العلم و اضاء لهم الطريق وهم يسألون أين استاذنا ابراهيم عبري؟
و بعد طول سؤال كان ان نشرنا نيابة عنهم في أكثر من موقع
انهم يحبونك و يسألون عنك !!!
و حينما حكيت الرواية و نشرت اين نجد الاستاذ ابراهيم عبري؟ في منتدى عبري تبج , (ما تيس) و مدونتي في الفيس بوك , لم نجد احدا يكتب شيئا و لم نستدل عل من يدلنا
و من داخل البيت , عرفه أخي عثمان عبد الحليم , قال لا يوجد استاذ بهذه المواصفات سوى الاستاذ ابراهيم محمد مختار , و يواصل عثمان حديثه
قائلا : لقد عاشرته في اليمن و فيه كل الكلام الذي وصفوه به اهل (كورما) بل أكثر , وبنفس القدر احبه تلاميذه في اليمن و احبه المواطنون لانه و اصل عطاءه بنفس الروح و لون الحروف و جعل الرياضة و سيلة لربطها بحب التعلم.
و كان اتصالنا بالاستاذ عبد الكريم فرح عباس فأكد الا احد تنطبق عليه المواصفات و كان بدارفور في الزمن الذي حددتموه سوى الاستاذ ابراهيم محمد مختار.
و نسبة لان الاخ عكاشة شقيقه معنا في قائمة الاصدقاء في الفيس بوك , اتصلت به و دعوته و اوصلته بالرابط (يحبونك و يسألون عنك), تردد لاختلاف الاسم لاننا أوردنا ابراهيم محمد احمد و ليس ابراهيم محمد مختار احمد كما هو اسمه مع يقينه بأن المواصفات و فترة و جوده بدارفور تنطبق على اخيه الا ان الحصافة تستلزم التيقن و حينما اتصل بأسرة شقيقه , كانت المفاجأة ان كريمة الاستاذ الكبيرة مولودة ب كورما
و انتهى الشك ولو كان قليلا وبارك الله في الاخ عثمان و الاستاذ عبد الكريم فرح و الاخ عكاشة و لان الاحداث تجري على نحو مغاير لما يحدث في الافلام , ما أحزننا و أحزن الاهل في كورما اننا حينما اهتدينا الى الاستاذ ابراهيم عبري , كان قد فارق الحياة و اذا بنا نحزن و الماقي تمتليء بالدموع , لكن يبقى ما يفرح الجميع أنه أخرج للدنيا فارسا مثله يعمل مهندسا بالسلطنة و ابنته الكبري المولودة في كورما متزوجة و الصغرى مع أمها.
و يبقى أهل كورما أوفياء و أكثر اصرار بعد ان مسحوا دموعا سالت لانهم لن يروا حبيبهم الاستاذ ابراهيم عبري مرة أخرى , صاروا أكثر اصرار أن يقوموا بتكريم أحد من أفراد أسرته.
   هكذا انتهى جزء و نبقى مع الاوفياء من أهالي كورما ينتظرون انتهاء مراسم الحج لان جزءا منهم في الحج وهم عازمون تكريم أفراد اسرة الاستاذ الراحل المقيم.
و نسأل الله الكريم ان يتقبل من الحجاج و ييسر لهم اداء المناسك و ان يوعدنا بأداء او تكرار الحج العام القادم
و نسال الله الكريم ان يرحم الفقيد الاستاذ ابراهيم عبري (ابراهيم محمد مختار) و ان يغسله بالثلج و الماء و البرد و ان يسكنه مع الصديقين و الشهداء و ان يجعل البركة و التوفيق لابنائة و اسرته.

لمتابعة سلسلة تعليقات الفيس بوك
 https://www.facebook.com/note.php?note_id=141148402601993






تعليقات

‏قال غير معرف…
شكرا ليك صديقي الباشمهندس علي عبد الحليم علي سعيك الدؤوب في العثور علي الأستاذ/ أبراهيم عبري كما ورد لك من أهالي كورما , وكم سعدت وتشرفت في أن يكون ابراهيم المعني هو اخي المرحوم الأستاذ / ابراهيم محمد مختار-- والشكر موصول ايضا للأخوة في كورما علي حفظهم للجميل وإطراءهم لأخي ابراهيم بهذه الصورة الجميلة رغم البعد الزمني . وهذا إن دلّ إنما يدل علي أصالة وكرم اهلنا في غرب السودان
في حفظهم للجميل - إذا أكرمت الكريم ملكته - ولعمري ما يحدث لهم من تنكيل وقتل في حروب مفتعلة من قِبل حكومة الأنقاذ ظلمٌ وحرامٌ يضاهي ظلم الحسن والحسين ...
رحم الله اخي ابراهيم فتجربته يجب ان تكون مثالا يوخذ بها للذين لم تكن في أذانهم وقرُ

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)