ذهب الذهب بالاثارات



حينما اغرقت حلفا تم ترحيل الاثارات من حلفا و بوهين و حواليها الى المتحف القومي بالخرطوم و كان لليونسيف دور كبير في هذا الاتجاه.
لم تناقش اية جهة و لا حتى اليونسيف عن مستقبل المنطقة النوبية الثرية بالاثارات في حال اقامة سدي كجبار و دال و اللذان سيغرقان كل المنطقة الى مشارف دنقلا.
جزيرة صاي و منطقة دلقو غرب و منطقة تمبس و كرمة فيها الكثير الذي لم يكشف من حضارات و تاريخ الانسان النوبي.
و مهما كانت الاحتمالات عن منطقة الاغراق فالمؤكد ان منطقة كبيرة من الارض النوبية سيشملها الاغراق القسري و بايدي سودانية !!!!!!!.
نتيجة للظروق الاقتصادية السيئة و الجبايات المضاعفة المفروضة على المزارعين , ترك معظم الشباب الزراعة و اتجهوا للتنقيب عن الذهب بحلم العثورعلى كتلة كبيرة تنقل صاحبها الى عالم الثروة وخاصة ان سعر الذهب تضاعف بشكل مغري.
أمريكا سيدة العالم تدعم مزارعيها سرا و هذا الدعم يزعج الاوربيين , لكن امريكا تعرف انها رغم كل التكنلوجيا و الصناعة و البترول و الكثير من مخازن الثروات لديها تعرف انها بدون الزراعة لن تبقى على عرش العالم.
انهارات جمهوريات الاتحاد السوفيتى و مات الناس فيها جوعا لانهم لم يهتموا بالزراعة و كان القمح الامريكى في الانتظار للانقاذ و املاء الشروط.
كل الدول التى حاربت امريكا انهارت و استفادت من القمح الامريكى.
و حتى هنا في السودان استطاعت أمريكا ان تفرض علينا ثقافة القمح الامريكي , فأهدت ايام النميرى كميات من القمح كمعونة امريكية مجانية عاجلة.
استمرت هذه المعونة الامريكية مجانية لسنوات بسيطة , لكنها استطاعت تغيير نمط غذاء الكثيرين فتحولوا من الكسرة الى العيش (الطوستا) الجميل.
و لم تستطيع كل الحكومات قراءة الواقع السيء من تغيير نمط غذاء الاكثرية .

ثم تحولت المعونة الامريكية الى سلعة تباع للسودان في بداياتها بنسبة مع اعتبار الباقي منحة مجانية , ثم اذا ما اصبحنا مدمنين للقمح رفعت كل الدعم  فدرنا في دائرة ديون خرافية لاننا تركنا غذاءنا الذي نعرفه و ننتجة بسهولة.
وفي ظل سياسة تقليل الظل الادارى لتمكين المحليات لم تر المحليات  سبيلا لملأ  جيوبها سوى ارهاق الناس بالضرائب و الجبايات فترك الناس قراهم و فروا الى الخليج و امريكا و من لم يستطع وجد في البحث عن الذهب اخر وسيلة للبقاء حيا فوضع فيه كل حلمه.
اكتشف العامون في مجال التنقيب العشوائي الكثير من الطرق فبدأوا  بأجهزة الكشف و حينما انتهوا من الكتل الذهبية الخالصة وعروقها الذهبية تحولوا الى استعمال الطواحين لتفتيت الحجارة ثم الغربلة و استعمال الزئبق لفصل ذرات الذهب  من باقي الشوائب الكثيرة .
و ما بين المرحلتين  نهبت الاثارات  المختلفة و الموميات البشرية.
من هنا  نسأل اذا وجد شخص ما  اثارات تاريخية ماذا يفعل؟
و ماذا تفعل الشركات التي  تعمل بتراخيص حينما تجد مثل هذه التماثيل الثمينة؟
هل توجد عقودات توضح مثل هذه الامور؟
و هل يوجد مراقبون حكوميون لمثل هذه الظروف؟.
لكن اذا ما وجد مواطن اثارا ذات قيمة يتعرض للمحاكمة!!!!!
اقرأ الخبر والذى بسببه كتبت كل هذا الكلام  و الله يحفظنا و يحفظ بلادنا من كل سوء يراد له.
http://www.alahramsd.com/ah_news/22651.html


موضوع اخر ذات صلة
http://matayssar.blogspot.com/2010/05/blog-post.html




تعليقات

‏قال سليم
سلام علي
هذا الموضوع اعتقد انه يجب ان يكون من اولويات قضايانا الكثيرة والمعقدة
وصدقا لحديثك هذا حدثني من اثق في حديثه ان احدهم وجد تمثالا من الذهب اثناء بحثه عن الذهب يقول محدثي ان قيمة هذا التمثال التاريخية اكبر بكثير من قيمته حين يقيم كمعدن واعني قيمته المادية ولكن من وجد هذه القطعة آثر ان يبيعها لاحد تجار الذهب الذي بالتاكيد سيصهر هذا التمثال التاريخي القيم ليستفيد من قيمته
اضافة لما ذكرت وهو الاهم بالتاكيد لكن هناك تداعيات اخرى سلبية في وجود هذا الكم الكبير من الباحثين عن الذهب من غير اهل المنطقة حيث ان هؤلاء اصبحوا يهددون امن المنطقة فهناك كثير من الجرائم الدخيلة على المنطقة اصبحت تحدث من سرقات واقتحام لحرمات البيوت واشياء اخرى سلبية دخيلة على هذه المنطقة الامنة كل هذه الجرائم تحدث من اهدار لثروات المنطقة الاثرية واهمال للزراعة التي يجب ان يكونا من اهم مصدر دخل المنطقةوكل هذا يحدث في ظل صمت مطبق من جانب ممثلي نظام المؤتمر الوطني في المنطقة
‏قال ما تيسر
صدقت و ما خفى أعظم
موضوع يؤكد كلامك
http://matayssar.blogspot.com/2012/01/blog-post_28.html
الشكر الكثير على مساهماتك الطيبة و الله يحفظ بلدنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)