أبكيك ياجامعة الخرطوم ..!! عبد الباقى الظافر

قبل أشهر زار جامعة الخرطوم بروفيسور أمريكي.. «المعماري » الزائر .. بعد أن شاهد أعمال التخرج لطلاب السنة النهائية بهندسة المعمار خرجت منه شهادة أن « هذا العمل بأمريكا يصلح للمنافسة لنيل درجة الماجستير » .. فيما كان بروفسور ماليزي يزيّل تقريراً يقيم فيه أحد أساتذة الجامعة بعبارة «كيف لهذا الرجل أن يبقى في السودان»..

في العام الماضي كان ثلاثة من طلاب كلية الأسنان يحرزون أرقاما قياسية في زمالة طب الأسنان الآيرلندية.. في نهاية العام الماضي كانت دارفور تحتار مع مرض غامض.. بروفيسور عماد عرديب المتخصص في الطب البيطري يفك الشفرة بأنها الحمى الصفراء.. حينما أتت وفود دولية وخبراء أجانب لم تتمكن البعثات أن تزيد نقطة على تشخيص الرجل.

قبل عامين جامعة الخرطوم تطلب مليون جنيه كل شهر لتدفع بعض من مستحقات أعضاء هيئة التدريس.. النائب الأول يوافق على الالتماس .. التزمت وزارة المالية بالسداد لمدة ستة أشهر في العام 2011 ثم توقفت.. في العام المنصرم دفعت وزارة المالية فقط أربعة أشهر.. لا جديد في العام الجديد.. إزاء هذا التباطؤ لم تجد الهيئة النقابية للعاملين غير أن تشهر سلاح الإضراب والطلاب على أبواب الامتحانات.

الحقائق تقول إن جامعة الخرطوم تشهد حالة من التقشف.. عربة مدير الجامعة تحتاج لعمرة بعد عشرة سنوات من الخدمة الشاقة.. نائب المدير الدكتورة سمية أبوكشوة تستغل عربتها الخاصة.. وكيل الجامعة يمتنع عن السفر لخارج السودان رأفة بخزينة الجامعة.. ضيف أجنبي كان يطلب من السائق أن يشغل مكيف السيارة والسائق يعتذر بلطف.. الضيف لا يصدق أن عربة الضيافة بهذا الحال فيشكو السائق المسكين لإدارة الجامعة. رغم ضيق الحال سمحت جامعة الخرطوم لطلاب دارفور بالتسجيل ولم تضغط السلطة الانتقالية من يدها التي توجعها.. رغم الصعوبات المالية اتجهت الجامعة لتسديد ديون فاقت السبعين مليار جنيه أنفقت على البنية التحتية.. الآن الجامعة تستجدي وزارة المالية لإعفاء جمركي لأربعة معامل حديثة جاءت هدية من رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال.

وزارة التعليم العالي تمنع جامعة الخرطوم البكاء بصوت عالٍ.. الوزارة تطلب من الجامعة التاريخية ألا تخاطب جهة سيادية ألا عبر رئاسة الوزارة.. ذات الوزارة تفرض رسوماً على أي برنامج دراسي جديد تبتدعه الجامعة.. ومجلس الوزراء يضع قيوداً على المؤتمرات العلمية التي تنفذها الجامعة.. فيما الحكومة والحزب الحاكم يعقدان من المؤتمرات مثنى وثلاث ورباع.

رغم بؤس الواقع تتجه جامعة الخرطوم للاعتماد على الذات وتعد دراسة جدوى لنحو ثلاثين مشروعاً استثمارياً.. فندق ومشفى وملاعب وأبراج سكنية ودور استشارية.. الخطط تظل حبيسة الإدراج لحين وجود من يحاول الاستثمار في المستقبل.. الجامعة ترفض أن تأكل من ثديها.. مجموعة من علمائها يتنبنون ميثاقاً لرفعة وتطوير الجامعة.. الميثاق يطالب بنبذ العنف وتمتين استقلالية الجامعة.. والجامعة من العام المقبل تجعل نفسها محرمة على أي طالب يحرز أقل من 80%.. حتى القبول الخاص تتجه الجامعة للحد من تدفقه عبر تعلية أسوار التفوق.

أخي النائب الأول هل تعلم إن التزمت وزارة المالية بدفع مبلغ مليون جنيه شهرياً لما اضطرت النقابة لأن تعلن الإضراب في هذا التوقيت الحرج.

اخر لحظة


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)