مارسه السودان بكثرة ختان الإناث.. الواقع والتحديات تقرير: وجدان طلحة

مازال ختان الإناث من القضايا التي تحظى باهتمام دولي كبير ويحتفل العالم في شهر فبراير من كل عام باليوم العالمي لمحاربة ختان الإناث، ويُعتبر السودان من بين (29) دولة حول العالم تُمارس ختان الإناث.. محاربة هذه العادة بل السعى الجاد لاجتثاثها وجد قبولا من المجتمع إلا من قلة تستند في تمسكها بهذه العادة على أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيفة كما ذكر رجال الدين ودعوتهم لمحاربة هذه العادة وجدت قبولا مما كان له اثر واضح في انخفاض ممارستها بحسب المسح الصحي لعام 2010م.
ولا ينفض الحديث عن هذا الموضوع قبل الإشارة إلى حملة (سليمة) التي دعت المجتمع لمحاربة هذه العادة بطرح حقائق صحية تتمتع بها المرأة في حال تركها غير مختونة (سليمة).. اقتنع المجتمع بما قدمته حملة سليمة بل استنفر كل طاقاته لمحاربة هذه العادة.
تدنٍّ ملحوظ
ضمن الاحتفال باليوم العالمي للتخلي (ي) عن ختان الإناث نظم المجلس القومي لرعاية الطفولة تحت شعار: (تعالوا نخلي بناتنا سليمات)، منتدى إعلاميا بعنوان: (ختان الإناث.. الواقع والتحديات)، بالإضافة إلى جلسة الحبوبات من اجل الختان ومعرض مصاحب.
تحدث خلال المنتدى ممثل البرنامج المشترك د. سميرة أمين، مشيرة إلى أن الإحصاءات أثبتت أن هناك تدنيا ملحوظا في ممارسة هذه العادة، مضيفة أن السودان في مقدمة الدول التي لفتت النظر لختان الإناث، وإشارت إلى مبادرة (سليمة).
إزهاق لروح
وعن التحديات التي تواجه رجال الدين في محاربة هذه العادة تحدث د. محمد هاشم الحكيم وأوضح أن من الدين أن تترك البنت كما خلقها الله عز وجل، كما ذكر في كتابه: (لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم)، وقال الحكيم: "إن ختان الإناث فيه إزهاق للأرواح"، وأضاف: "دعوها سليمة لتقدم للمجتمع", وان تركها سليمة ينسجم مع مقاصد الشريعة في حفظ النسل، وأردف: "إن الأموال التي توفرها المنظمات لمحاربة هذه العادة، كان يمكن الاستفادة منها في أشياء أُخرى", مبينا أن الأحاديث التي يستدل بها من يؤيدون هذه العادة إما مأولة أو ضعيفة.
وقال الحكيم: "إن التحديات التي تواجههم هي أن البعض يعتبر أن دخول المنظمات في هذا الأمر يعتبر مؤامرة، بالإضافة إلى الفتاوى الدينية من بعض القيادات"، ومن التحديات أيضاً أشار إلى لغة الطرح المستخدمة, بالإضافة إلى الإرهاب الفكري الذي يمنع بعض الضعفاء من المشاركة، وعدم مشاركة المنظمات الإسلامية في محاربة هذه العادة، بجانب شكلية مشاركة القيادات الدينية.
تشويه أعضاء
دور اختصاصيي النساء والتوليد في التخلي عن ختان الإناث كان محور حديث في المنتدى تناوله اختصاصي النساء والتوليد د. سعد عبدالرحمن، والذي أوضح أن الاسم العلمي لختان الإناث هو: (تشويه الأعضاء الجنسية للأنثى)، وأضاف أن النساء اللائي تشوهت أعضاؤهن بلغن ( 130,000,000) امرأة، وأضاف أن السودان من الدول التي مارست هذه العادة بكثرة وبأقسى صورها، مشيرا إلى قانون منع ختان الإناث 1946م وحملات المكافحة التي بدأت منذ العام 1975م.
وتطرق د. سعد في حديثه إلى مضاعفات الختان، داعيا إلى ضرورة تفعيل القانون وتنظيم برامج توعوية للمجتمع.
أسماء أُخرى
قالت د. وداد عيدروس: إن بعض المجتمعات تطلق على هذه العادة (الأسلمة)، وأوضحت أن ليس لها علاقة بالدين الإسلامى، وتحدثت عن اختلاف تسمية هذه العادة في المجتمعات المختلفة في السودان.
من جانبه دعا الشيخ محمد هاشم الحكيم إلى عدة توصيات أبرزها ضرورة الاستكتاب للمشايخ والعلماء, وإرسال رسائل للمجتمع في قالب بسيط، وأن تقود القيادات الدينية أعمالها بنفسها، إلى جانب استمرار الحوار، ودعم حملة سليمة بالتأصيل الشرعي، ودعم وتأسيس مراكز ذات صبغة دينية لهذه القضية, وختاماً الإشارة إلى أن قمة التقدم أن تترك البنت سليمة.

السوداني


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)