ما بين التعلم و الموهبة علي عبد الحليم محجوب

في الطب مثلا ، في قريتنا و ما حواليها كان هناك البصير نوري سيلة
و كان نوري سيلة يتعامل مع العظام البشرية كتعامل فنان الرسم مع ريشته فلم يذكر التاريخ عن حالة عجز حيالها البصير المعجزة ، فكل حالات الكسر ، الالتهاب الحاد و حتي الغرغينا و التهشم الكامل لم تعجزه ، بل تعامل مع كل حالة بثقة.
و لازمه التوفيق و النجاح في كل العمليات.
كانت وسيلته لعلاج الفكك و الكسر المركب الاعتماد علي من يعاونه لشد العضو المصاب لتقويمه و اعادة وضعه في الموضع الصحيح.
و استعمل النار كوسيلة لكي و تطهيير الجروح.
و استعمل العسل و عطام حيوانات نافقة لصنع و ( توليف و توضيب ) الاجزاء النافصة او المتاكلة.
ثم اعتمد علي حمية غذائية تتكون غالبا من الدجاج البلدي ، البيض البلدي و الترمس( بصم التاء و الميم ).
مما ذكر نستنتج أنه كان يتمتع بقدرة فائقة في الحساب و القياس فاعادة ما نقص من عظم يحاج الي حسابات معقدة.
عن شخصي تعرص مفصل كوعي الايمن للفكك و كان بالشفخانة وقتها السيد امين و رغم نجاحه في معالجة حالات كثيرة لم بستطع المعاملة الناجعة مع حالتي فوضع المفصل بين قطعتي خشب.
ذات ظهيرة اتي بعض الضيوف لوالدي فأسرعت لهم بالماء و لاحظ ساعتئذ اعوجاج يدي اليمني و اعتمادي علي اليسري ، فلمحت غمزة ففهمت انه ربما يريد عمل شيئ ليدي ( كنت قد تعرضت لتجارب مريرة غير ناجعة من اخرين بعد فشل محاولة امين ) ، فحاولت الفرار الا ان المحاولة لم تجدي.
حقا ، ما أذكره انه تعامل معي برفق و هو يمرر اصابعه عليمتفحصاً ساعددي و عضدي و المفصل المصاب ما بينهما فاحسست بالاطمئنان و لم أعد اقاوم و لا أشد يدي.
و طمأنني ثم بعد ان طلب من والدي ان يعدوا شيئا اتناوله قام بمساعدة شخصيين باصلاح مرفقي.
و كتبت من قبل عن امرأة شايقية قامت بمعالجة حالة نزيف داخلي ( http://matayssar.blogspot.com/2012/03/blog-post_14.html?m=1 )
ما أود قوله ، ان الموهبة صنعت أطباء لم يدرسوا الطب.
و ما قامت به البصيرة الشايقية لشفط الدم الفاسد بتركيز الملح في المعدة يقابله الان حهاز شفط من المخ ، أي ان عملية الشفط هذه غالية الثمن و تحتاج لاخصائي و امكانيات حبث يتم اخراج ( تيوب ) كفكرة قسطرة البول خارجا من الرأس.
بقي السؤال هل
ينجح القبول الخاص لتخريج أطباء من طلبة غير ناجح أكاديميا و لا يمتلك الموهبة
أتوقع مساركات بناءة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)