من المانيا ذكريات ( ٤)

 ا


اسكيسيلي 

العاشر من أغسطس ٢٠٢٤

على عبد الحليم محجوب 

ذكريات من المانيا (٤)

///////////////

بعد ان  فشلتُ للسفر إلى كندا و إنجلترا، أصبح تواجدي في محطة سكة حديد فرانكفورت(البانهوف)، كثيرا.

(الان، غير متأكد اذا كانت شبكة   مراقبة الكاميرات 

   Closed   Circuit TV. كانت ظهرت في الوجود ام لا..) . 

 لاني تعرضت لمرتين بأن يراجع البوليس أوراقي  ثم يعتذر. ربما درجات الحذر كانت في ذروتها لأنها كانت ايام. دخول صدام حسين للكويت.

 من الخواطر المهمة التي لم افكر فيها هي ان اتصل بشركة (Nippon Telecommunications,, 

وConsultancy Company, 

و تختصر ب (NTC). 


و نعود لتاريخ الثالث عشر  من فبراير  ١٩٩٠

 و قد فاجأني السيد  تاكي دوشي باحتجاجه لسفري للسودان بعد انتهاء مراسيم التوقيع على اتفاقية إعادة تأهيل شبكات تلفونات الخرطوم شرق و الخرطوم ٢. 

للأسف هذا  المبادرة، لم يطرحها عليّ السيد تاكي دوشي و الا انا متوجه للمطار. 

و قد اصرّ على أنْ ينبهني على أنَّ جوازي يتميز ب

(١) سريان تأشيرة الدخول لمدة عام كامل

(٢) غير مختوم ب ( لا يحق له العمل). 

و ليقنعني بذلك اتاني بجواز أحد الأفارقة و الذي كان مختوما بفيزا لمدة شهر و لا يحق له العمل.

و حقيقة سأضطر لتوضيح ما دار من حوار بيني و بينه و الذي أصر ان اذهب معه لمستر ميما مدير المشروع. 

و قد استغربا في استعدادي للعودة للخرطوم و قالا :-

كنت دائما تشتكي في الخرطوم عن عدم سعادتك بالعمل و الاستقرار في السودان؟

فأجبت بالايجاب، و استطردا

كم تبقى لديك من مال؟

فأجبت حوالي  ١٦٠٠ دولار. 

فقال مستر تاكي دوشي:-

هذا المبلغ محترم،. فقط سأنقلك من فندق ( هوليدي ان) الي فندق متوسط و سأقوم بتسجيلك في معهد لتعلم اللغة البابانبة و بعد أن تنتهي من دراسة اللغة سنقوم بتعينك في شركة (NTC) كموظف محلي لانك مقيم حسب مواصفات جواز سفرك. و عند ظهور اي مشروع عمل في اي دولة أفريقية او عربية ستذهب هناك بصفة خبير.

  حقيقة السبب الذي لم يشجعني على قبول العرض كان  يكمن في مفاجأة العرض و الذي قُدِّم لي و أهم بالمغادرةَ.  

بالإضافة إلى  ان علاقة السيد مدير عام المؤسسة و الذي كنا نرافقه في هذه الرحلة قد توطدتْ بنا بقوة و اكد لنا معاناته حينما يرافق شبابا صغارا لا يعرفهم و بما أنّ  هناك سفرية أخرى لليابان خلال الشهرين القادمين للتوقيع على الجزء التاني من المشروع ( إقامة كبانية بري الشريف بكل ملحقاتها). فهو يبشرنا بأن نرافقه في السفرية القادمة. 

كنت اعتقد طالما ان السفرية باتت مضمونة في معية المدير العام فمن الأفضل أن اذهب الى السودان و اعيد ترتيب أوراقي لاقامة طويلة خارج البلاد. 

حينما اوضحتُ تلك الأمور لمستر تاكي دوشي أجاب بطريقة تهكمية غاضبة.

///////!!! 

و عدت للخرطوم و قد بدء الكيزان نخرهم في جسد المؤسسة فتمت إحالة المدير العام للمعاش و أتو  بخريج آداب جامعة الخرطوم لان شقيقه متزوج من اخت عمر البشير و توالتْ دراما  انتهاك سيادة المؤسسة  و تحويلها إلى قطاع خاص لشركاء رفضوا تقيم اللجنة الفنية لتقييم أصول المؤسسة ب ١٦٠ مليون دولار و ذهبوا لبشة ليبارك لهم التقييم الذي يرونه مناسبا لهم و هو مبلغ ستين مليونا من الدولارات ففعل.. /////////////

حينما تبقى اسبوع لنهاية سريان تذكرة السفر ذهبت للحجز للخرطوم. 

و ُصُدمتُ بعدم وجود حجز مباشر للخرطوم. َ

اقترح علّي موظف الشركة بأن ينشط الحجز القاهرة _ فرانكفورت. 

و أكد لي أنّ موظف الشركة  بالقاهرة سيدبر لي حجزا خلال أسبوع من الإقامة في القاهرة، فرفضت بشدة.

حاول كثيرا عبر جهاز التلكس و الذي كان آنذاك احدث وسيلة معتمدة للاتصال. 

ثم أعقبه بعد ذلك ظهور الفاكس. 

كل هذه الأحداث عن أغسطس عام ١٩٩٠ حيث لم يكن الانترنت و لا الأطباق الفضائية قد ظهرت في الدنيا.

////////!!!!!!!! 

 بعدأنْ ضاقت الفرص قررت العودة للخرطوم فقمت بشراء انواع مختلفة من الصابون السائل و البودرة حيث كانتْ أزمة الصابون في اوجها. 

////////////

 يبدو أنني أعاني من صعوبة تغير الرأي  في لحظات السفر و المغادرة. 

بعد اتخاذ قرار السفر

كنت قد قمت بعملية Boarding و تأكيد الحجز حينما فآجاني شاب برفقة شابة و سألاني عن وجهتي؟

فقلت للخرطوم، وكنت اعتقدت أنهما يريدان ارسال رسائل للخرطوم. 

سألا بحسرة، و هذا وقت يعود فيه عاقل للسودان. 

امتعضت و حدثتهم عن معاناتي خلال شهر للعثور على ان أجد فرصة إقامة مناسبة. 

فاجابا بأنهما يرحبان بي. 

ثم اردف الشاب، 

أمامك خطوة للإقامة في ألمانيا و هي تبدء بطلب اللجوء ، و هي ببساطة تبدء اولاً  بالتخلص من جواز السفر  بقذفه  تحت أي عجلات اي قطار متحرك و الذهاب معهم لإكمال عملية طلب اللجوء. 

و سألتْ الشابة باستغراب، 

و ده شنو اللي في ايدك فأجبت، صابون، فضحكتْ و قالتْ من المحزن   أنْ تذهب لدولة لن ينظف الصابون الدم المسكوب ظلماً. 

و شجعني الشاب بأن أقذف بجواز السفر .

/////////! 

كما لم استطع تغير تفكيري امام  اصرار تاكي دوشي في طوكيو  بعدم السفر ،. أيضا لم استطع قذف جواز السفر و الغاء فكرة السفر.

  و بدلاً  من ذلك توجهتُ للوفتهانزا

يتبع بإذن الله تعالى 
على عبد الحليم 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام