نشأت فى ذمة الله
بعض احداث الطفولة تظل راسخة فى الذهن رغم مرور السنين . من الاحداث التى لم و لن أنساها موت صديق الطفولة و حيد محمد خليل شريف و اكاد اذكر كيف تمكن المرض فى أيامه الاخيرة من ان يرقده على الفراش عاجزا عن الركض و نحن الذين كنا نقضى اليوم راكضين لا نعرف وقتا للراحة و لا للنوم.
كنت فى حيرة من امره لماذا يرقد لماذا لم يعد كما كان من نشاط؟؟؟
و لكنه رغم أننا كنا فى عمر واحد كان اعقل منا كثيرا و كان يقول انه لم يعد قادرا على الحركة و لاعلى الجري.
لذا لم اكن أبارحه قط لحظة واحدة فكنت الى جانبه حتى فى اللحظات الاخيرة الى ان قاموا بشدى الى الخارج فكانت تلك لحظة الموت التى غيبت اول من عرفته فى طفولتى من أصحاب.
كانت الفترة التالية لوفاته فترة شرود و اسئله أين و حيد و لماذا رحل و هو طفل صغير و هل يموت الاطفال؟؟؟
لم يجاوبنى على هذا السؤال سوى مروان محمد عبده الذى قال: أنه كذلك اعتقد أن الاطفال لا يموتون الى ان مات(ميمى دولت) انا لا اذكره لكن احسست أن مروان يقاسمنى نفس احساس الحزن الذى اعيشه و أدركت اننا ايضا يمكن ان نموت اطفالا.
و توالت الاعوام و حصد الموت كثيرا من شباب تبج و خيارهم.
محمد عبده , مصطفى عز الدين,محمد بدر , شواف ,صبري احمد محجوب ,عثمان سيد احمد, احمد سعيد عبيدى ,عبده جمعة , صلاح طه وفاروق برى ومحمد عبد القادر, نذار و أخيه من بعده ,كذلك الاخ مفيد محمد سيد و ولدى عبد المنعم عبد الرسول وسمر جبارة فى الحادث المشئوم.
وكانت لحوادث الحركة و الغرق نصيبا وافرا في حصد الارواح .
أما صبري محمد عابدون فمات فى مناطق البترول مقتولا , القتل الذى يدفع ثمنه مرتزقة لايخافون الله.
و نشأت الذى درس هندسة الطرق و أحرز فيها الماجستير ,اثر ان يدرس فى الاداب اللغة الصينية و نأى بنفسه بعيدا من مشاكل افتعلها بعضهم فى كلية الهندسة.
كان يعلم ان العمر قصير فعمل على زيادة الزادعملا بالحديث, فما عرفناه منذ ان جاء من الصين الاداعيا الى الله خارجا فى سبيله وقد حدثنا دكتور دهب زعيم جماعة البلاغ و الدعوة قبل صلاة الجنازة ان نشات طلب من الله الشهادة فأعطاه الله مطلبه.
وأكد كثير من رفقائه هذا الكلام حيث قالوا انه تمناها عند استشهاد الداعية الشيخ محمد السيد حاج .
لقد ازال هذا الكلام كثيرا من الحزن فمن مات في سبيل الله فقد وقع أجره على الله باذن الله.
كان يحكى عن نشاطه فى الدعوة فى الصين حيث أنهم كانو يخرجون فى جماعات و تظل مجمموعة فى مسجد الجامعة# تدعوا لهم التوفيق فى الدعوة. وقال أنهم كانو يحققون انجازات باهرة في دعوتهم فى الصين الا انهم فى يوم من الايام و جدوا صعوبات بالغة و شراسة وصد شديد على غير العادة فاضطروا الى الانسحاب و حينما عادوا الى الجامعة و جدوا المجموعة التى يفترض ان تقوم بالمساندة بدعوة الله و التوسل اليه لنصرهم كانوا يغطون فى نوم عميق.
هذا هو أدب الدعوة و القبول ,ان تخرج جماعة للدعوة و تبقى جماعة قائمة تصلى و تذكر الله و تساله النصرة و العزة فاذا عملنا بهذه الكيفية لانتصرنا.
لقد أم صلاة الجنازة رجل عالم من الدعاة و هو باكستانى قدمه لنا دكتور دهب على انه عالم كبير وهو فعلا عالم حيث انه استغل الفترة القصيرة قبل صلاة الجنازة و حدثنا اننا ندعوا الله حسن الخاتمة و نشات خرج فى سبيل الله و وجد حسن الخاتمة مرغبا ايانا فى الخروج بلغة عربية بسيطة لكنها بليغة فما خرج من القلب وقر فيه.
نسال الله ان يرحم الاخ نشأت (البشوش) و يوسع مدخله ويكرم نزله و الا يحرمنا اجره والا يفتنا من بعده.
# قال انهم بعد تزايد عدد المسلمين
عملوا باخلاء بعض دور السكن الخاص بهم وحولوها الى مسجد يجمعهم
كان هذا منهجه من الخلق والدعوة.
اللهم ارحم موتانا الذين ذكرناهم و من لم نذكرهم اميــــــــــــــــــــن
اللحظات الاخيراة لمواراة الجثمان الطاهر
نسال الله ان يتقبلك مع الشهداء(امين)
تعليقات