فيلم وثائقي سوداني يتناول قضية اغتصاب الاطفال

( ذئاب بشرية ) فيلم وثائقي .. وأفلام دوسة وأبو سن   بقلم سلمى التجاني 

تشهد استديوهات شركة نبتة للإنتاج الإعلامي هذه الايام العمليات الفنية ووضع اللمسات الأخيرة على فيلم ( ذئاب بشرية ) وهو فيلم وثائقي سوداني خالص يتناول قضية اغتصاب الأطفال في السودان ، هل وصلت مرحلة الظاهرة أم لا زالت مجرد حالات هنا وهناك ، ماهي اسبابها ودوافعها أهي نفسية أم إجتماعية أم اقتصادية أم هي كل ذلك مع ظلال السياسة وتأثيرها على الإقتصاد والإجتماع وصحة الناس النفسية .

يناقش الفيلم القضية بأبعادها المختلفة مع المختصين في علم النفس والإجتماع السياسي والمحامين والقضاة أصحاب التجربة في هذا النوع من القضايا ويطرح القضية على طاولة ذوي الأطفال الضحايا للإستفادة من تجاربهم في محاصرة هذا النواع من الجرائم مع إفادات ستفاجئ الناس بما حوته من تفاصيل .

الفيلم من انتاج نبتة وإخراج الاستاذ سيف الدين حسن ، وقد قمتُ بالإعداد وكتابة السيناريو للفيلم الذي نتمنى أن يشكل إسهاما في التعرف على هذه القضية الخطيرة ويضع معالجات قد تساعد في أقل تقدير على التقليل من انتشار جريمة اغتصاب الأطفال أو محاصرتها ووضع حلٍ لها بمخاطبة جذورها ومحاولة اقتراح حلول ومعالجات تأتي من أفواه المختصين والمكتوين بنار الجريمة .

جاءت فكرة الفيلم بهذه التلقائية : فقد نشرت في يوم على صفحتي بالفيسبوك إعلاناً لجمعية مناصرة الطفولة تدعو فيه المواطنين للإنضمام للوقفة الإحتجاجية التي تنظمها أما رئاسة القضاء بغرض تسليم مذكرة لرئيس القضاء تطالب فيها بإعدام مغتصبي الأطفال بميادين عامة ، بعد ذلك بلحظات وصلتني رسالة من الأستاذ سيف الدين حسن مفادها أن هنالك فيلم على صفحتي ، راجعت الصفحة فأدركت مقصده ، وفي صبيحة يوم الوقفة كان هو وكاميرته أول الحاضرين أمام رئاسة القضاء يلتقط صوراً لأطفالٍ وأسر يجأرون بالشكوى ويطالبون رئيس القضاء بحمايتهم من الذئاب البشرية ، يهتف بعضهم مطالباً رئيس القضاء بقرار لإعدام المغتصبين أمام الناس قائلين ( سن سن يا أبو سن ) . ومن ذلك الجو وبتلك الحماسة بدأت خطانا في تجهيز الفيلم ، كانت المادة متوفرة من سلسلة المقالات الأربعة التي كتبتها عن الموضوع ومقالات لزملاء صحفيين ظلوا يكتبوا منذ فترة ، ومحاضر المحاكم وقانون حماية الطفل وتصريحات القضاة والمحامين وغيرها من مصادر المعرفة والمعلومة . وإضافةً لنماذج الضحايا على صفحات الصحف وفي ساحات المحاكم ، لخوفٌ ُيُقرأ من أعين الناس تفوح رائحته في كل مكان ، لذلك كانت مهمتي نسج كل ذلك في خيطٍ واحد يطرح ويناقش ويستصحب رؤى المختصين ومقترحات الحلول ، لتجمع الزميلة العزيزة أمزين آدم إفادات المختصين ويضع سيف الدين حسن لمساته على كل ذلك ، فيصبح الفيلم جاهزاً للتسويق والعرض في منتصف مايو القادم ان شاء الله .
يأتي الفيلم كإسهام في هذه المعضلة التي أرّقت المجتمع وهددت أمنه وسلامته وعياً للإعلام بقضايا المجتمع ومساهمةً منه في طرحها وحلها .

وفي ذات الوقت الذي تُجري فيه العمليات الفنية لفيلم ( ذئاب بشرية ) يخرج مواطنون في وقفات احتجاجية أمام رئاسة القضاء ووزارة العدل مصرين على مطلبهم الداعي لإعدام المغتصبين الذين استوفوا درجات التقاضي في أماكن تمكن المجتمع من مشاهدتهم كجزء من حق المجتمع في هذه الجرائم ، لكن قلق المواطنون لا يقابله اهتمام من الجهات المختصة ، فوقفة بها قرابة المئاتين من الأطفال واسرهم ومحامين مهتمين بالقضية وإعلاميين لا يجد رئيس القضاء وقتاً ليخرج لاستقبالهم واستلام مذكرتهم ، فخروجه إليهم يشعرهم بأنه يهتم لفزعهم ويسعى لطمأنتهم بإطلالة تحترم وقفتهم هذه وتؤكد على حقهم في الحياة بمجتمعٍ آمن ونظيف .

ذات المشهد يتكرر بالكربون في وزارة العدل ، يأتي الناس فزعين فيستقبلهم الوزير بغيابه ، يرفض الخروج لاستلام مذكرتهم في خطوةٍ تثير الكثير من الإستفهامات : هل يعلم وزير العدل معدلات إغتصاب الأطفال بولاية الخرطوم التي يقيم فيها ، هل يشعر بقلق الأسر وخوفها على أبنائها ، هل بلغه أن بعض الأمهات تتمنى أنها لم تنجب اطفالها لعدم قدرتهن على حمايتهم من الذئاب ؟ وهل هناك سياسة متبعة بوزارته يتم بموجبها تجاهل شكوى الناس وقلقهم .

ولماذا يفعل ذلك ، ومتى يتحرك هو والجهات المختصة وقد انتشرت هذه الجريمة انتشار النار في الهشيم ؟ .
تمنيت لو أعلم فيماذا يفكر وزير العدل لحظة وقوف الناس أمام مكتبه لا يحملون سوى وريقة هي مذكرة تطالب باعدام مغتصبي الاطفال في ميدان عام ، وما الذي يضير وزير العدل أو رئيس القضاء إن اتخذوا هذا القرار ، فهو بالقطع لا يُنفذ إلا في الذين استوفوا كل درجات التقاضي وحوكموا بالإعدام .

ثالثة الاثافي هي موقف إتحاد المحامين السودانيين ، كأنهم في عالم آخر ، إذ لم يكلفوا أنفسهم إرسال مبعوث يمثلهم في هذه الوقفات فيشعر المجتمع بأنهم جزءٌ منه وأنهم يشعرون بما يقلقه ويتهدده ، أهو إتحاد للمحامين( السودانيين ) أم اتحاد لمحامي الواق الواق ، ما الذي يجعلهم جزء من المجتمع إن لم يشعروا به ويسعوا للحفاظ على أمنه ، أضعف الإيمان أن يدعموا المذكرات ويسهموا في الدفع بهذه العقوبة للإمام . وإن كان لديهم رؤية أخرى وطريقة ناجعة لتنظيف المجتمع من سارقي الطفولة والبراءة فكان من الأجدى التعجيل بطرحها حتى يعلم الناس ان هناك إتحاد للمحامين ( السودانيين ) وأنه يعلم بوجود وانتشار هذه الجريمة الفظيعة .

آخر مرة سمعت فيها عن أتحاد المحامين كانت في رمضان الماضي ، وكان في خلاف حول إفطار سنوي بدارهم ، هل ننتظر حتى رمضان القادم لنسمع صوتكم يا اتحاد المحامين ؟ وهل كل شيئٍ يحدث خارج داركم لا يهمكم ولا يستدعي تدخلكم ؟ أليست لديكم أطفال ، ألا تخافون عليهم ، ألم تخافوا عليهم بعد ؟ أم أنكم تضعونهم في بروجٍ مشيدة .
من لم يشعر بالخطر فلينتظره على عتبة بابه
Salma_122@hotmail.com


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)