بالعصِرْ مرورو ..يا وزير الداخلية ؟ اقسام الترخيص إهانة و إذلال!! حسن وراق حسن

ادارات المرور تحصد مليارات من الجنيهات عبر الرسوم التي تذهب الي الخزينة العامة من الترخيص السنوي للمركبات بموجب ايصالات المالية رقم 15 وهنالك تريليونات أخري من الجنيهات تحصد عبر الجبايات التي لا تذهب الي الخزينة العامة وتستقر فقط في الخزائن المجنبة و تتحصل بايصالات دوبلكيت (مقلدة ) عبر التسويات التي تتم في الطرق و الكمائن التي تعوق حركة السير والهدف منها الجبايات وليس ضبط المرور غير التسويات الاخري والتي تعرف ب (خارج نفسك) و (ماضيع وقتك) و (الساهلة يا عمك ) لترتفع العمائر في الاحياء ل (لمستخدمي) الطريق والثراء الفاحش وامتلاك الفارهات مثني وثلاث ورباع وحتي صغار (مستخدمي) الطريق (أملط الكتفين ) فتبدو سيمائهم من موبايلات الجلاكسي الرسالة الاخيرة وآي فون والباد والتزاحم في ارقي المطاعم .

قديما كان قد شاع وسط الجميع ان من السهل معرفة المطاعم الجيدة من تردد اصحاب عربات التاكسي عندما كان التاكسي امبراطورية لا تغيب عنها الشمس اما الان فالوضع جد مختلف واصبح تواجدهم (النمل الابيض) في أي مكان (غير الطريق العام ) يشكل علامة الجودة و البرستيج والاصناف والخدمات الاعلي سعرا فلا عجب اذا كان اثرياء السودان ومغتربي دول البترودولار صاروا يقتفون اثار (النمل الابيض) للوصول short cut للهدف سريعا.

مع كل مطلع عام جديد يبدأ اصحاب المركبات العامة والسيارات الخاصة يتحسبون لاجراءات (خروج الروح) بتجديد ترخيص عرباتهم لدي سلطات المرور والاستعداد لمعركة الذل والاهانة وعدم احترام المواطن الذي ينؤ حمله بالجبايات والرسوم ليتوقع رسوم جديدة يدفعها بلا مقابل الي درجة ان جهة تابعة لوزارة الداخلية تشكو قلة الموارد صار لها جُعل من الجبايت التي تفرض علي المواطن الغلبان مثل ما حدث من جبايات فرضت للدفاع المدني والذي عودنا دائما استجابته لنداء اطفاء الحريق بعد خراب سوبا وهم يتحصلون علي مبلغ 76 جنيه من كل عربة صغيرة (شهادة سلامة ) مع العلم ان بالعربة طفاية حريق . تبقي لوزارة الداخلية فقط ان تفرض رسوم لصالح حرس الصيد (شرطة الحياة البرية ) و ملحق معها (الكلاب البوليسية ).

الي كل صاحب عربة او مركبة خاصة او تجارية عند حلول موعد تجديد ترخيص المركبة او القيام باي اجراء (تسليم لوحات ) تحويل ملكية و..الخ ان يحمل معه كل ادويته التي يتناولها وان لا ينسي وضع اعصابه في ثلاجة المنزل مع وصيته ولاداعي للحضور لمكتب الترخيص عقب صلاة الفجر لان ذلك لن يخارجه من اللطع والتأخير والاستفزاز . تجربتي الشخصية في قسم ترخيص الصناعات تحكي عدم اهتمام واستهتار بالمواطن الذي يقوم بدفع الف جنية واكثر لعربة صغيرة ملاكي(أكثر من 500 الف عربة ملاكي في الخرطوم ) كان علي ادارة المرور ان تشعر عملاءها انهم محترمون عندما يدفعون بسخاء كما هو الحال .

مكاتب ترخيص الصناعات والتي تقع جنوب نادي النيل بالخرطوم جنوب عبارة عن كرفانات (حاويات ) من الفايبر يتمتع الموظفون بداخلها بهواء مكيف ومياه باردة غير الوسائل الخدمية الاخري بينما يظل المواطن الذي يدفع لهم تحت هجير الشمس اللافحة والاتربة والغبار وهو يزحف من صف توريد لصف جباية تتباعد المسافات بينهم واجراءات عقيمة ظلها الاداري قصد منه تعذيب المواطن ليس الا ولا توجد أي وسائل ايضاحية لمعرفة و متابعة الاجراءات ولا لوحة لتحديد الرسوم ولا حتي خرطة تعين المواطن وكل ما قام به القسم مظلة من الزنك الامريكي (مركز السخونة ) تسع دستة ونصف من كراسي البلاستيك المعطوبة وحافظة مياه بدون (كوز).

عند وصولي في الصباح الباكر 7 صباحا اقترب مني (احدهم ) مهندم في ملابس انيقة تفوح منه رائحة عطر احسبه (اتيرنيتي) سألني اذا كان لدي تأمين فاجبته فطلب مني انه بالامكان تسهيل اجراءاتي مقابل دفع 50 جنيه (ماعندك مشكلة) شكرته بأنني حضرت باكر وقدامي 7 عربات (ماعندي مشكلة ) وانا في صف الفحص الآلي السبعة عربات التي امامي صارت 17 عربة وطلب مني حارس البوابة ان اخرج من الصف طبعا رفضت بحزم وما تزال العربات تتري بدون الالتزام بالدور وحسبتهم من (العاملين عليها ) وعندما اكملت اجراءات الفحص الالي بدأت المسيرة بين خزائن الدفع في القسم المترامي الاطراف (دفع من لا يخشي الفقر ) وانتظار قاتل بعد تسليم الاوراق لعملية الادخال وفي كل مرة يأتي احد منهم متخطيا المواطنين يمد للموظف داخل (الكرفانا) بحزمة اوراق يعقب ذلك تمتمة بعبارات غير مفهومة ويتكرر نفس المشهد عن طريق الباب والشباك الاخر .

المنتظرون يحملقون بعضهم بعضا في بلاهة وهم يشاهدون منظر الاوراق عابرة النوافذ والابواب ومنهم من وقفوا في الصفوف وخلقوا علاقات سطحية وصار كل واحد منهم ينتظر ان ينده عليه لاستلام ترخيصة حتي يبعث الامل في الآخر بانه (خلاص) ، حان دوره ولكن هيهات بعض الافراد ما أن يظهروا حتي ينده عليهم للاستلام علما بأنهم لم يظهروا في الصفوف ولم يستغرقوا نصف ساعة زمن . كل واحد في ايدوا القلم يتلذذ في يشقي الاخرين بقلمه واذا صمت عن الاحتجاج فعليك ان تأتي اليوم التالي كما هو حال بعض من يشكو ن (والله دا اليوم الثالث) والاخر يرد (طلعنا مغفلين ) الواحد لو دفع الخمسين جنيه (للكوتش) كان زمان اتخارج والساعة الان تقارب من الثالثة ظهرا من الساعة السابعة صباحا ولا يوجد ظل اداري هنا لتقصيره لان شمس التسيب والفساد عامودية لا تخلق أي ظل باختصار لا توجد ادارة تحترم المواطن الذي يدفع وقبل ان يتنطع القائمون علي امر المرور باستجلاب رادارات واجهزة تعقب المخالفين كان عليهم احترام المواطن الذي يتردد مرة في العام ليدفع التزامه المالي وكفاية فلسفة فارغة يا ادارة المرور كفاية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)