النوبة في الرحي

قبل  سنوات قليلة  حدثني الاخ العزيز  مهندس حسين عبد الغفور بأن ظروفا طيبة جمعته بالمهندس المعماري و المصمم العالمي النوبي صبار
و أنه لن يبخل بأن يجمعني به.
و لم أبخل انا بدوري بما جادت به الظروف فدعوت الاخ المهندس سعيد عابدين.
ذهبنا لمنزله العامر بالعمارات و كان بمعيته الدكتور النشط في القضايا النوبية عبد الحليم صبار.
كنت متوجسا و متشوقا في نفس الوقت لملاقاة قمة نوبية اعتلت فنون التصاميم اوربيا و عربيا و عالميا
و في نفس الوقت ملاقاة الناشط النوبي و المتحدث اللبق دكتور عبد الحليم.
لكن ما ان استقبلنا  ال صبار بالحفاوة و اغمرونا بالترحاب و بالسؤال عن احوالنا حتى احسست باني اعرفهم منذ سنوات و سنوات.
تحدث المصمم العالمي صبار عن حضارة كرمه كثيرا و كيف ان النوبيين أجبروا  الروم بالاعتراف بحدود لها مع النوبة بعد أن أذاقهم رماة الحدق قنص العيون و أجبروهم على الهروب من مواجهات مباشرة و بذا  أصبحت بلاد النوبة استثناء في قواعد حدود الروم التي تقول حدودها حيث يقف جيشها.
و تحدث بمرارة عما عاناه من نظام الخرطوم من عرقلة اتمام بناء متحف كرمة
و حكى بمرارة أكثر عن المذلة التي وجدها هو  و البروفيسور السويسري شارلي بونيه حيث طلبوا منهم بان يكونوا بالمقدمة لاستقبال الرئيس و الذي سياتي لافتتاح مشروع بناء المتحف .
ثم غدر بهم
و أصروا عليهم ركوب
لوري ( او دفار لا اذكر) سار بهم بعيدا عن المتحف .
فبعد رحلة عذاب و الام اطلقوا سراحهم هناك في دنقلا
ثم
أتى من يعتذر بمكر
و ثم
أبعدوه  و من معه من اختصاصيين من لجنة بناء المتحف
و
أقصوهم من كل مهام كاستشاريين و خبراء و أتوا بلجنة شعبيىة لتكون مسئولة عن بناء و تنفيذ المتحف.
ثم سحبوا منهم  رخصة بناء المتحف.
و حكى و رغم كل ما حدث الا أنه لم ييأس و انه  ظل  يتابع و وظف من يرسل له بكل شيئ  عن المتحف.
و أكد  انه يأتي سنويا ليرى ما طرأ على المتحف.
  كان يتألم كثيرا ، لان الذي ينفذ كان مسخا مشوها للتصميم الذي اخذ منه الكثير.

       المصريون ظلوا على الدوام، بحاربون النوبيين و السودان على السواء و لا يخفى على أي متابع انهم قاموا  الشهر الماضي و بعد افتتاح الطريق البري باغراق كل المنطقة المحصورة من وادي حلفا الى ملك الناصر مع به من زروع حتى يجبروا النوبيين شراء منتجاتهم من مصر.
  هكذا بدون رتوش
النوبيون محاربون من مركز الخرطوم
و من مركز مصر
اتحدوا ايها النوبة
و انتم في سباتكم يخاف منكم القاصي و الداني
متى تنهضون
و تعودون لقيادة المنطقة
اصحوا من سباتكم و خلاقاتكم.


تذكرت كل هذا الكلام بعد قراءة الموضوع المنقوول ادناه

 قدمت القناة السويسرية الأولى الناطقة بالفرنسية (TSR) -06- برنامجاً عن الحضارة النوبية في السودان وعن ملوك النوبة الذين حكموا مصر لعدة قرون من الزمان، وقدمت تلك الحلقة التاريخية القيمة "من خلال أشهر البرامج التلفزيونية على الساحة الإعلامية -برنامج (Temps Présent)-".
وقال مقدم البرنامج إريك بوماد (Eric Bumad) أن الحقيقة التي تجهلها الشعوب وربما شعب وادي النيل نفسه هو أن ملوك النوبة في شمال السودان حكموا المصريين لعدة قرون، وأن الحضارة النوبية هي أول حضارة قامت على وجه الأرض، وأعرق حضارة شهدها التاريخ هي في مدينة ("كرمة" حاضرة النيل) وعاصمة أول مملكة في العالم كما أكد عالم الآثار السويسري Archéologie المعروف في القارة الأوربية (شارلي بونيه) هذه الحقيقة أمام أعين كاميرا التلفزيون السويسري الذي نقل جزء كبير من بقايا الحضارة السودانية.
(شارلي بونية) تكلم من مدينة (كرمة) ويبدو عليه الفخر والإعزاز بهذه الحضارة التي أصبح هو جزء منها، حيث مكث في السودان أربعون عاماً.
وبدأت رحلة (شارلي بونيه) عندما قدم إلى مصر بعد أن درس علم الآثار في سويسرا، ولكن من خلال بحوثه في مصر وجد أن هناك حلقة غائبة في تاريخ الحضارة الفرعونية، وأن هناك مرحلة مهمة من مراحل تلك الحضارة مفقودة. فذهب إلى شمال السودان وبدأ يبحث عن أصل الحضارة الفرعونية التي ملئت الدنيا، وبعد سنوات طويلة من الصبر والعمل المتواصل توصل (شارلي بونيه) إلى الحقيقة الغائبة، وهي أن أصل الحضارة الفرعونية في السودان، وأن فراعنة السودان هم الذين حكموا مصر حتى بلاد فلسطين.
تحدث (شارلي بونيه) عن تلك الحضارة التي مر عليها أكثر من 300 ألف سنة وأكد أن الحضارة الفرعونية في مصر أتت بعد الحضارة النوبية في السودان، وأن ملوك النوبة هم الذين نشروا تلك الحضارة من خلال حكمهم لمصر -والذي امتد حتى فلسطين- واستمر قرابة الـ 2500 عام. ولكن عندما استجمعت مصر قواها وعافيتها في زمن الفرعون (نارمر "Narmer") الذي كان أول من أسس أسرة الفراعنة التي حكمت مصر، بدأ الفراعنة يفكرون في اجتياح ملوك النوبة في السودان. وبعد قرون من الزمان حكم مصر الفرعون (بساميتك "Psammétique") وسيطر على منطقة النوبة، ودخل مدينة (كرمة) ودمر حضارة الفراعن وهدم القلاع والمعابد وتماثيل ملوك النوبة، وكان ذلك في عام 664 قبل الميلاد.
وعرض (شارلي بونيه) التماثيل التي دمرها المصريون والقلاع والمباني الشاهقة التي كانت أعلى مباني في المنطقة "بل وعلى مستوى العالم أنذاك، وكان ارتفاعها حوالي 20 متر"؛ مما يؤكد على أن حضارة كرمة كانت أول حضارة في العالم وكانت تسمى تلك المباني العالية في لغة النوبة بـ (deffufa).
وقد شكر (شارلي بونيه) الفريق الذي عمل معه -المكون من فرنسي عمل سابقاً بالجيش الفرنسي في الجزائر، وشاب سويسري، ومهندسين سودانيين، وخريجة آثار من منطقة كرمة ذكرت أن أباها عمل بالآثار المصرية بمنطقة "أبو سمبل" جنوب مصر.
وتحدث (شارلي بونيه) بإعجاب شديد عن الشعب السوداني وعن التعاون الذي وجده من السودانيين على كل المستويات، وقال: "أنا جئت من بلد محايد وأعمل في مجال الآثار وهو مجال محايد فلذا لدي علاقات متميزة مع كل السودانيين على مختلف مستوياتهم."، وكرر نفس الكلام عالم الآثار الفرنسي الذي يعمل جنباُ إلى جنب مع شارلي بونيه والذي ظهر على شاشة التلفاز طوال البرنامج وهو يرتدي الجلابية السودانية بإعزاز!!
زار (شارلي بونيه) ومجموعته محلية "كرمة" وقابل المسئولين وتحدث معهم بدون أي حواجز وطلب منهم إنارة المنطقة التي يعمل فيها واستقبلوه وكأنه واحد منهم.
بعد أن إكتشف (شارلي بونيه) تمثال الفرعون ملك النوبة الذي حكم مصر عمت الفرحة أرجأ المنطقة وخرج أطفال المدارس يحملون العلم السوداني والعلم السويسري في فرحة لا توصف ولافتات كتب عليها (شكراُ شارلي بونيه)، حملها أطفال المدارس الصغار وحضر الحفل وزير الداخلية السويسري ورئيس سويسرا لعام 2003 (باسكال كوشبا) ومعه وزير الداخلية السوداني السابق (الفريق/ عبد الرحيم محمد حسين) وبعض كبار المسئولين الذين ارتسمت الفرحة على وجوههم بتلك المناسبة العظيمة وكان ذلك في ديسمبر الماضي.
عبر (إدريس) أحد الذين قضوا سنين طوال في رحلة البحث مع العالم (شارليه بونيه) عن فرحته يوم وجدوا تمثال الفرعون الأكبر الذي حكم المنطقة حتى فلسطين، وقال (إدريس): "في هذا اليوم لم آكل قط من الفرحة ولم أنم، وبإكتشاف تمثال الفرعون الأكبر تكون رحلة البحث التي امتدت لمدة 40 عاماً تكللت بالنجاح الباهر وبالوقوف عند الحقيقة التي بحث عنها (شارلي بونيه) وهي أن الحضارة المصرية مستمدة من الحضارة السودانية في أرض النوبة، وأن الفراعنة في السودان هم الذين سادوا المنطقة قبل ظهور مصر على وجه الحياة!!
كل هذه المشاهد الحية نقلها تلك القناة التلفزيونية السويسرية الناطقة بالفرنسية مدة 60 دقيقة كاملة دون إنقطاع، مما يؤكد على أهمية وحيوية الموضوع






تعليقات

‏قال Unknown
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
‏قال Unknown
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
‏قال Unknown
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)