مساحة و أشواك. ، علي عبد الحليم محجوب
مساحة و أشواك
لم أجد أحدا في قاعة المحاضرات.
انزعجت كثيرا ، و لكن بعد لحظات اكتشفت أن كل الدفعة في شارع النيل.
كانت المهمة معرفة فارق الارتفاع ببن نقطة كلية الهندسة و نقطة امام وزارة التربية.
لم أكن مستعدا بأي شئ من معينات العمل حينما تفاجأت ان كل الزملاء متحزمون بأقلام ملونة و اوراق نظيفة و غالبيتهم يمتلكون الواح خاصة لتثبيت الاوراق عليها لتدويين قراءات النظارة (ثيودالايت).
و تحصلت من بعض الخيرين من الزملاء على ورقتين مختلفتين في كل شئ و تحصلت على قلم أيضا.
وجدت نفسي في قروب، و سرعان ما بدأنا رفع و تسجيل القراءات.
كنت أخط الجداول مباشرة بيدي دون استعمال مسطرة حيث لم يكن بامكان أي زميل ان تكون له مسطرة ( زائدة).
حين انتهاء العمل ، كنت مستاء من حالة ورقتي العمل الميداني حيث اضطررت الى جمعهما بواسطة ( شوكة) أخذتها من بين أشجار شارع النيل.
ورقتي كانتا تحملان كما هائلا من الاتربة و العرق.
معظم الزملاء استعاض بأوراق جديدة غير تلك التي ادرجوا فيها بيانات قراءات العمل الميداني.
حينما جمعت ورقتي ضمن اوراق زملائي و التي كانت آية من الجمال و التنسيق.
كنت أشعر بخجل شديد حيث ان ورقتي كانتا تظهران كما القمامة وسط اوراق الزملاء.
كنت أواسي نفسي ( مشي يا عم ، يبقي ليك بدل حضور
و كده أحسن من الغياب).
كان بروف الحاح الباقر عليه رحمة الله( و أعتقد أنه من الصالحيين)،
يتمتع بجمعه لباقة شخصيات جاذبة
فهو يشعرك بالأبوة
و يبهرك بتواضعه الجميل رغم علمه الغزير في مجال تخصصه.
و بروف الحاح الباقر كان من الشخصيات القومية و كان اول عضو يختار في كل لجان حل النزاعات القبلية
نسبة لما له من قبول و رصيد وافر من الحب و الاحترام من جانب كل القبائل.
عليه رحمة الله ، فبفضل مثل هذا البروف الشجاع كانت النزاعات لا تتطور الى حروب كما تحدث للاسف حاليا في كل البلاد.
المحاضرة التالبة للمساحة كنت حاضرا بأقلام ملونة و اوراق و محاية.
بدأ بروف الباقر محاضرته قائلا :
أن اهم شئ يميز العمل الميداني هو عكسه لواقع البيية التي أجريت فيها الدراسة
و بذا كلما كانت نتائج قراءات العمل الميداني متضمنة لروح بيئة العمل كلما اكدث موثوقية أن العمل قد تم فعلا في المكان المعني.
ما دفعني لتأكيد هذا الكلام وجود ورقة عمل نعكس فعلا روح بيئة العمل بكل ما تعنيه الكلمة.
و أجمل ما في ورقة العمل التي اود ان أشيد بها هو استعمال مواد متوفرة في بيئة العمل، لذا فإن استعمال ( شوكة شجر) للصق ورقتين أصدق بكثير من استعمال (دبوسة) يفترض تواجدها داخل مكتب.
كما أن الورقة المتسخة بالعرق دليل على صدق أخذ القراءات في أرض الواقع و تقوي صدق المعلومات الموجودة في المكان المحدد.
أي نتبجة عمل بهذا الشكل يؤكد ان النتائج حقيقة و غير ( مطبوخة).
ثم أذاع أسمي و أشاد بورقتي و التي اختارها كنموذج يحتذى به في كيفية و ماهية العمل الميداني.
سبحان الله الذي جعل ورقة اخر زول كان مستعد ل ( فيلد) كأحسن ورقة يشيد بها بروف الحاج الباقر عليه الرحمة.
لم أجد أحدا في قاعة المحاضرات.
انزعجت كثيرا ، و لكن بعد لحظات اكتشفت أن كل الدفعة في شارع النيل.
كانت المهمة معرفة فارق الارتفاع ببن نقطة كلية الهندسة و نقطة امام وزارة التربية.
لم أكن مستعدا بأي شئ من معينات العمل حينما تفاجأت ان كل الزملاء متحزمون بأقلام ملونة و اوراق نظيفة و غالبيتهم يمتلكون الواح خاصة لتثبيت الاوراق عليها لتدويين قراءات النظارة (ثيودالايت).
و تحصلت من بعض الخيرين من الزملاء على ورقتين مختلفتين في كل شئ و تحصلت على قلم أيضا.
وجدت نفسي في قروب، و سرعان ما بدأنا رفع و تسجيل القراءات.
كنت أخط الجداول مباشرة بيدي دون استعمال مسطرة حيث لم يكن بامكان أي زميل ان تكون له مسطرة ( زائدة).
حين انتهاء العمل ، كنت مستاء من حالة ورقتي العمل الميداني حيث اضطررت الى جمعهما بواسطة ( شوكة) أخذتها من بين أشجار شارع النيل.
ورقتي كانتا تحملان كما هائلا من الاتربة و العرق.
معظم الزملاء استعاض بأوراق جديدة غير تلك التي ادرجوا فيها بيانات قراءات العمل الميداني.
حينما جمعت ورقتي ضمن اوراق زملائي و التي كانت آية من الجمال و التنسيق.
كنت أشعر بخجل شديد حيث ان ورقتي كانتا تظهران كما القمامة وسط اوراق الزملاء.
كنت أواسي نفسي ( مشي يا عم ، يبقي ليك بدل حضور
و كده أحسن من الغياب).
كان بروف الحاح الباقر عليه رحمة الله( و أعتقد أنه من الصالحيين)،
يتمتع بجمعه لباقة شخصيات جاذبة
فهو يشعرك بالأبوة
و يبهرك بتواضعه الجميل رغم علمه الغزير في مجال تخصصه.
و بروف الحاح الباقر كان من الشخصيات القومية و كان اول عضو يختار في كل لجان حل النزاعات القبلية
نسبة لما له من قبول و رصيد وافر من الحب و الاحترام من جانب كل القبائل.
عليه رحمة الله ، فبفضل مثل هذا البروف الشجاع كانت النزاعات لا تتطور الى حروب كما تحدث للاسف حاليا في كل البلاد.
المحاضرة التالبة للمساحة كنت حاضرا بأقلام ملونة و اوراق و محاية.
بدأ بروف الباقر محاضرته قائلا :
أن اهم شئ يميز العمل الميداني هو عكسه لواقع البيية التي أجريت فيها الدراسة
و بذا كلما كانت نتائج قراءات العمل الميداني متضمنة لروح بيئة العمل كلما اكدث موثوقية أن العمل قد تم فعلا في المكان المعني.
ما دفعني لتأكيد هذا الكلام وجود ورقة عمل نعكس فعلا روح بيئة العمل بكل ما تعنيه الكلمة.
و أجمل ما في ورقة العمل التي اود ان أشيد بها هو استعمال مواد متوفرة في بيئة العمل، لذا فإن استعمال ( شوكة شجر) للصق ورقتين أصدق بكثير من استعمال (دبوسة) يفترض تواجدها داخل مكتب.
كما أن الورقة المتسخة بالعرق دليل على صدق أخذ القراءات في أرض الواقع و تقوي صدق المعلومات الموجودة في المكان المحدد.
أي نتبجة عمل بهذا الشكل يؤكد ان النتائج حقيقة و غير ( مطبوخة).
ثم أذاع أسمي و أشاد بورقتي و التي اختارها كنموذج يحتذى به في كيفية و ماهية العمل الميداني.
سبحان الله الذي جعل ورقة اخر زول كان مستعد ل ( فيلد) كأحسن ورقة يشيد بها بروف الحاج الباقر عليه الرحمة.
تعليقات