(6) شخصيات من تبج (الشيخ طه ابايزيد ) (جزء 3)

                   الجزء الثالث



قام عدد من الاساتذة الاجلاء بتاسيس اول جمعية تعاونية لتبج, فبدأ موسم الهجرة من الدكاكين التقليدية الى التعاون , الوافد الجديد ,بأسعاره المخقضة.
فكانت المواد النادرة مثل السكر و حجارة البطارية و الجاز الابيض من أهم المواد التي لا تصل الا للتعاونيات فعلا شأنها و تدافع الناس بكلياتهم للشراء من (التعاون).
الاقبال الشديد على (التعاون) سبب ضغطا شديدا على مجموعة الاساتذة , التجار الجدد. فهم متطوعون يعملون في (التعاون) عصرا بعد دوام التدريس.
و تحملت مجموعة الاساتذة الناس على مختلف طبائعهم و تفاوت مستويات ادراكهم.
كانت الدولة  بدأت مشروع التخلي عن دعم الاساسيات من سكر ، دقيق ، مواد تموينية و حجارة بطارية.
ذلك الدعم الذي بدا مشوار الخروج من حياة الناس منذ ذلك الزمان في طريق اللاعودة.
حجارة البطارية كانت تشكل الدعامة الرئيسية لاضاءة الطريق للمتحركين ليلا و الغذاء الرئيسي للمذياع الذي يربطك بالعالم. 
المذياع, كان لا يمكن الاستغناء عنه فهو من ياتيك بنشرة الوفيات ليلا بين توجس المتابعين و انقباض قلوب من لهم مرضى بالخرطوم , و هو السحر الذي يحرك (حسن محمد خيري) فيترجم احداث تبج على غرار ما يحدث في العالم.
أصاب الارهاق مجموعة الاساتذة التي والت أعمالها صباحا في التدريس و مساء في (التعاون)  بين عمل رسمي و اخر تطوعي. 
 وصب العامة غضبهم من اختفاء المواد الضرورية عليهم.
ضافوا ذرعا من تذمر الناس و علو همسهم في امر لا يملكون منه زماما .
و طفح الكيل و دعوا الى اجتماع جمعية عمومية. أرتفعت الاصوات و كثر اللغط و لم يجدوا امرا يجتمعون عليه سواء اعادة الاموال للمساهمين بما طرا عليه من ارباح.
هنا و قف الشيخ طه و قال كلامه المشهور :
اعطوني مفاتيح (التعاون) و سأقوم بنفسي بعملية البيع و الشراء ليس حبا في عمل اصبح لا يناسب عمري و لكن كراهة ان يقول الناس علينا ما لا نحب.
هل ستتحملون ان يقال ان أهالي تبج فشلوا في ادارة (كنتين) واعادوا للمساهمين نقودهم.
و أقسم الشيخ طه بالا يدع امرا مثل هذا يحدث و هو على ظهر الارض.
فرجع الناس الى عقولهم و انفسهم و بكى من بكى , و تراجعت مجموعة الاساتذة عن قرار الانسحاب وصاروا يعتذرون على نفاد صبرهم الذي ولد الاستقالة.
رفض الشيخ طه الاعتذارو قال:
أنا شيخ القرية و مسئولية ادارة شئونها من اختصاصي و لكم الشكر على ما قمتم  به فلولاكم ما كان هناك (تعاون), لكن لن اتنازل عن احقيتي التاريخية في ادارة التعاون بنفسي و سأشرك من ابائكم من يستطيع,
كانت لحظة تراجيدية اختلط فيها البكاء بالاعتذار و طلب العفو بكل انكسار وسكت الناس و كأن على رؤسهم الطير و لكن بقى الشيخ طه على موقفه من قبول استقالة المجموعة الفتية و تحمل اعباء ادارة (التعاون) حبا لحفظ ماء وجه تبج. 
    
عليه و على امواتنا الرحمة و موفور الصحة على أحيائنا
و نواصل(باذن الله)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)