6شخصيات من تبج (الشيخ طه ابايزيد ) (جزء 4)

                 الجزء الرابع



أستطاع الشيخ طه بحنكته الخروج من ازمة تصفية التعاون و من ثم اعطى رؤيته في كيفية الادارة و أكد تطوعه لهذا العمل دون مقابل , لكنه أشار الى حوجته الماسة الى شخص يساعده و اقترح ان يكون هذا الشخص المعين باجر هو أنور ابايزيد.
ألتف الشيوخ حول شيخهم الكبير و اداروا  شئون التعاون بنجاح في ظل ظروف جديدة من تحول الدولة من داعم الى بائع و من راعي الى تاجر.
فرغم النجاح و العزيمة كانت مسيرة التعاونيات في كل السودان قد بدأت رحلة الترنح و اللا استقرار .
و من طرائف ادارة شيوخ التعاون أن ازمة (الفكة) ظهرت جليا نتيجة التضخم الاقتصادي في فترتهم تلك , فكان الباقي عبارة عن بضع حلاوات او ما يشابها.
و اختلف الناس حول تفبل (الباقي) بالطريقة الجديدة فمنهم من ارتضى ومنهم من سخط و منهم من أصر على ان يكون الباقي( فكة ) دون اي تحويل او تبديل.
و كانت الحاجة فاطمة محمود عليها رحمة الله قد اصرت ان تأخذ الباقي (فكة), دون اي تعديل , اضطر الشيخ توفيق ابايزيد (رحمه الله), و الذي يتطوع هو الاخر لادارة التعاون, ان يوفر الفكة بصعوبة شديدة .
      في صباح اليوم التالي لحدوث المشادة حول الفكة كانت الحاجة فاطمة محمود و المرحومة حليمة أختها تجلسان على (مصطبة) منزلهم كعادتهما كل يوم.
و لسبب ما ,غفل الشيخ توفيق عن القاء التحية و السلام عليهما و واصل مسيرته صوب دكان التعاون.
هذا الاعراض عن القاء التحية حرك الهواجس و القلق في نفس الحاجة فاطمة محمود و التي كانت تتمتع بقدر كبير من الحساسية و الرقة و عزة النفس.
افتعلت في قلبها الظنون و خشيت ان يكون اصرارها على أخذ الباقي هو السبب, فما كان منها الا ان نادته باسمه و استحلفته بالوقوف و قالت (خذ ( باقيك)  و القي علينا السلام).
ومن الطرائف ايضا ندرة حجارة البطارية كما اسلفنا في العدد السابق.
كان من العسير انتظار من لا ياتي لاستلام (الكوتة) من الضروريات , لذا كان التصرف فيها تلقائيا و سريعا.
كان هناك جيلي عبد الكريم في (جزيرة سكار), منهمكا في الزراعة و بعد فترة طويلة من توزيع (كوتة حجارة البطارية), نما لعلمه وجودها بالتعاون.
حينما و صل جيلي الى التعاون كانت كوتة حجارة البطارية قد انقضت فهاج هذا الرجل بشكل غير متوقع.
و قال انه يرفض سياسة التمييز العنصري و ان التصرف في ( كوتته)  عبارة عن تمييز انتهى زمنه , !!! و ,,,,,و كلام من هذا القبيل !!!
كان على بنك المبايعة الشيخ توفيق , اما الشيخ طه فكان متكئا على البرندة الخارجية لدكان التعاون.
كان الموقف يزداد توترا , هنا تدارك الشيخ طه الموقف , فدخل يبحث عن كراسة كبيرة (استاذ) فيها سجلات المساهمين و ما له وما عليه من باقي.
و اخذ بصوت عال يبحث عن مساهم التعاون (جيلي عبد الكريم) , سائلا في اية صفحة يوجد اسم جيلي ؟؟
و افتعل من مخيلته صفحة وهمية فيها (الحاج حسن محجوب , الشيخ طه , جيلي عبد الكريم , الشيخ توفيق , الشيخ ...)
و اذا بالرجل الهائج كالثور يخور و يجلس على الارض و يعتذر قائلا انه لا يدري بما تفوه به و يطلب المغفرة فربما تلقظ باشياء لم يكن يقصدها.
ملحوظة:
اين تعاون تبج ؟؟؟؟؟؟؟؟
أين ذهبت البضائع و أين راس المال ؟؟؟؟؟
و أين مجموعة المساهمين ؟؟؟؟؟؟
رحمك الله يا شيخ طه فتبج ما زالت تفتقد الرجال أمثالكم
و نواصل(باذن الله)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)