السفرالى قاع النيل , الجزء (2)

الجزء الثاني
السيد محمد علي عبيدي احد  الناجيين من الحادث (أطال الله عمره)
(RR) يعني نجا و ما زال بيننا
فيما R يعنى نجا من الحادث لكن انتقل للداخر الاخرة

المبيت كان يشكل هاجسا و قلقا للذين كانوا يريدون اللحاق بالقطار الذي كان يتحرك السابعة و النصف صباحا  وكانت الغلبة لانصار مواصلة المسير و بذا تحرك اللوري صوب حلفا و لا ننسى ان الطريق هو الطريق القديم حيث ان السد لم يكن قد انشئ.
وقوع الكارثة
في طريق منحنى يحاذي النيل لدرجة قريبة انحرف اللوري يسارا حتى تهاوى الى القاع بكل قوة.
اختلفت الاراء في كيفية التهاوي , فمنهم من ذكر ان اللوري اصطدم أولا بشجرة فقد على اثرها السائق السيطرة على عجلة القيادة فانزلق اللوري بقوة الى قاع النيل.
بل اختلفت الرويات فيمن كان يقود السيارة , فمنهم من شدد و أكد ان شخصا اخر هو الذي قام بالقيادة من قهوة صرص الى أن أغرقها هناك و منهم من يؤكد ان عبده جلستون أكد أنه هو الذي كان يقوم بالقيادة و أنه حينما وصل المنحنى وجد عدم استجابة من اللوري في التوجيه و أنه حاول بكل ما عنده من خبرة للسيطرة على عجلة القيادة دون استجابة  وبالتالي انجرف اللوري   يسارا الى قاع النيل رغما عنه.
  أما الذين يصرون أن شخصا اخر كان يقود اللوري يفسرون اصرار عبده جلستون بأنه هو الذي كان يقود اللوي لحظة وقوع الحادث بأن أاصراره حرفي  و مهني لسائق حريص على التأمين و حصيف  يستبق أجراءات البوليس و استجواباته.  
و اذا كانت رواية عبده جلستون صحيحة بأن اللوري رفض الاستجابة لعجلة القيادة (الدركسون) , ففي هذه الحالة يمكنني شخصيا أن أجد  التفسير الفني بأن عطبا ما قد أصاب الضراع الهابط أو الرابط الذي يربطه (التيلة) و لا يوجد سبب أخرغير ذلك يخرج اللوري من الاستجابة للدركسون.
في قرية صغيرة كـصرص تعيش بلا صخب و لا ضوضاء ليلا , كان السقوط المروع للوري و الصوت الرهيب الذي انطلق منه اصاب أذان كل الاهالي هناك و قد ذكر بعضهم أنهم  يذكرون الفجيعة و الصوت المدوي و الاستغثاتات و الصرخات المكتومة التي تلاشت رويدا رويدا.
كان عبد القادر محمد بدر في منزله بوادي حلفا مساء حينما سمع طرقات على باب منزله , فخرج ليجد السيد الحسن عز الدين محمد أحمد ,(من قرية ارو), الموظف بتلغراف حلفا فأسر له  بكلام ما , دخل على اثره مسرعا الى داخل المنزل ثم خرج بعد ان أستبدل ثيابه , و حينما سئل عن سبب خروجه في الوقت المتأخر ليلا , أجاب بأن سخصا ما لدغته  عقربة و يحتاج الى حقنه ( ترياق) , لم يشك احد سواء من أهل البيت و لا الضيوف على كلامه لانه دائما ما يخرج ليلا ليلبي مثل هذه النداءات الانسانية.
انفلق الصباح و ارتفعت الشمس كثيرا و لم يعد عبد القادر محمد بدر الى المنزل ثم أضحى اليوم نهارا و لم يعد , اصبح الشك و القلق يساور أهل البيت فخرج معظمهم صوب المستشفى ليسألوا عن الشخص الملدوغ و أهله و عما حل به , لكن كلما اقتربوا أكثر لاحظوا ان الناس تتشكل في مجموعات يتحدثون في موضوع و احد و هو عن حادث مروع وقع في الطريق فاشتد الخوف عليهم و بلغت القلوب الحناجر و ودوا و تمنوا ان ما يتحدث عنه الناس عن لوري انزلق في البحر يكون غير لوريهم الذي يترقبونه بل يعرفون من فيه من مسافرين.
و أستجمعت الحاجة شريفة محمد عبده بدر شجاعتها حينما رأت شخصا تعرفه  و كانت قد أيقنت من حالته ان اللوري المنكوب انما هو لوري ال بدر الذي يترقبون و صوله , فأجابها دون موارة ان تبكي اخوها و ولديها.
فسأل اخر الا يوجد ناجون ؟
علي عبد الحليم محجوب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام