من أجل حبي

كان يحمل الجنسية الامريكية حينما تعاقدت  شركته مع المملكة السعودية لتنفيذ بعض المهام الهندسية.
حسب العقد المبرم كان يتقاضى راتبا ضخما يساوي أضعاف ما بتقضاه مجموعة من السودانيين  من أصحاب الرواتب الضخمة.
 و في  احد الايام اتاه احد الموظفيين السعوديين  في حالة قلق ليشرح معضلة ما في العمل.
كان يتلكأ ليختار بعض الكلمات الانجليزية بصعوبة بالغة.
كان يردد كلمة و يقف مرددا الكلمة الواحدة مرات دون ان يستطيع ان يعبر ما يود قوله.
هنا ، حن عليه و دون تردد طلب منه ان يتحدث بالعربية.
ربما اذا لم يزد حرفا واحدا بعد ذلك لم تكن لتكون هناك مشكلة.
فقد انبسطت اسارير السعودي و انطلق يتحدث بالعربية في تؤدة خوفا من ان( (الخواجة الاسود) يجد بعض الصعوبة في فهم كلامه.
السعودي لم يفسر الموقف اكثر من أن (الخواجة الاسود)  يفهم شيئا من العربية.
 لكن الخواجة الاسود  تمادى في الافصاح عن شخصيته و
طلب منه التحدث بطريقة عادية فهو سوداني و ليس بخواجة.
هنا انقلب الوضع.
السعودي و الذي كان يتلعثم في الكلام قبل قليل أصبح فظا يتوعده
كيف يا سوداني تتقاضى هذا المرتب و انت سوداني
منذا اليوم مرتبك سيصير ( كذا)
( ربما اقل من العشر بكثير).
تطور الامر سريعا
و تم تسليمه عقدا جديدا.
و لانه يعرف العقد جيدا اكد له بانه لن يوقع على العقد الجديد و انهم امام خياريين:
اما ان يستمر في عمله ببنود العقد الذى اتى به من امريكا
  او
تدفع له الموؤسسة كل مستحقات عقده لاخر مدة التعاقد
و ان بمنح تذاكر العودة كما ينص عليه العقد المبرم بين الشركة الامريكيةو المؤسسة السعودية.
و تدخل المستشار القانوني للشركة الامريكية موضحا صحة مطالب (الخواجة الاسود)
و انه يملك حق التقاضي للنزعة العنصرية التي يمنعها بند التوظيف.
المؤسسة السعودية لم تجد بدا من انهاء العقد و بشروط الجزاء الامريكية.
و هو ان يتقاضى كل مستحقات زمن  فترة التعاقد حتى لا يلحق به ضرر بسبب انهاء عقده لاسباب عنصرية.
و تم التصديق النهائي لصرف المستحقات و مغادرة المملكة

لكن

نواصل باذن الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)