من أجل حبي (٢)

لأن حادثة التمييز بسبب اللون كان اول  حادث ، فقد كان رد الشركة الامريكية قويا لا يحتمل  التهاون او التقصير.
لذا أصر المستشار القانوني للشركة الامريكية ان تلتزم المؤسسة السعودية بكاقة بنود العقد  لتعويض الموظف  من الضرر الذي لحق به.
    في زمن قياسي كان عقد انهاء العقد جاهزا  مقابل شيك مصرفي بكافة مستحقاته لمدة العقد و التي لم يمض منها الا القليل.
بكل المقاييس كان انتصارا  للخواجة السوداني ما  كان ليتحقق لولا جنسيته الاجنبية.
  أرجو ان توقع على استلامك للشيك
وقع هنا
فضلا
وقع هنا.
اذن يوقع و يستلم الشيك.
لكنه
فاجأ الموظف السعودي بقوله:
الان و بعد ما استوفيتم بدفع كل مستحقات فسخ العقد تعسفيا، هل يمكنني ان اوقع على العقد المقترح منكم حينما عرفتم هويتي.
اصبح الموظف السعودي يعتذر على ما بدر  من زميلهم و ان المؤسسة اعترافا منها بالخطا قامت بدفع  التعويض المناسب لجبر الضرر.
  الان اتودد اليكم لعمل عقد جديد بهويتي السودانية و بالمبلغ الذي تقترحونه.
اما هذا الشيك فاني ارده اليكم طائعا
و رفض التوقيع على استلام الشيك.
ثم خرج و هو يكرر طلبه بعمل عقد جديد و بهويته السودانية.
كان مدير الشركة الامريكية غاضبا ، لان هذه الفرصة يتمناها اي شخص.
و اعتبر سلوك السوداني مشينا في موقف كل الامريكان.
السوداني اجتمع بالمدير الامريكي على انفراد و شرح له اسباب اصراره على التوقيع على عقد جديد بمبلغ زهيد.

  المؤسسة السعودية تفاجات باعادة الشيك  مع طلب بخط اليد بافساح الفرصه للعمل بعقد جديد.
    و ازاء اصراره الشديد وقعت معه المؤسسة السعودية عقدا هزيلا.
و  واصل في اتمام عمله ، بل قل
كل عمل الشركة الاجنبية كان يعتمد عليه
فهو يجيد اللغتين و للسبب نفسه أصبح هو المدير للمشروع.
 كانت المؤسسة لا تستطيع تنفيذ اي جزء من المشروع الا بعد استشارته
.
في وقت وجيز اصبح موضع الثقة و الاعتماد.
ثم اكتشفت المؤسسة بانها لا تستطيع ان تدير المشروع دون وجود. هذا السوداني.  بعد ان توطدت الثقة بينه و بين السعوديين استأذنه المسؤول  الذي استفزه لتخفيض مستحقاته انه يريد ان يسجل له زيارة شخصية، فرحب به.
 و كان سبب الزيارة للسؤال عن سبب قبوله بالعرض الضعيف ضاربا بمبالغ التعويض عرض الحائط.
كانت اجابته بسيطة.
قال:
السبب هو حبي لله
السبب حبي لاكون قريبا لبيت الله في مكة
و قريبا لمسجد حبيبي محمد صلى الله عليه و سلم.
قال:
اذا كان اي عمل صالح اقوم به في مكة بمائة الف ضعف خارجه.
و اي عمل صالح في المدينة بالف ضعف خارجه.
زيارتي اسبوعيا تساوي اضعاف اضعاف المستحقات التي ترونها ضخمة.
كل تلك الدولارات لا تساوي سجدة واحدة في الحرم و احتضان الحجر الاسود.


هذا  الرجل احب الله
و اشترى قرب الحرمين.
و تواضع لله
و سبحان الله رفعه الله في عمله.فلا النؤسسة كانت تستطيع ان تستغنى عنه
و لا الشركة الامريكية.
و ترقى في العمل كثيرا برضاء المؤسسة
و توصبتها.

اسال الله الكريم ان يتغمده برحمته و ان يجعل مثواه جنة الفردوس الاعلى


تعليقات

‏قال Amgad Birkia
تاجر مع الله فربح البيع.ما أكثر العظات و ما أقل المتعظين..شكرا يا باشمهندس على هذه الدرر
‏قال ما تيسر
تسلم دكتور امجد
صدقت ما اكثر العظات
اللهم امنحنا و لا تمتحنا

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)