دمعة أولى

الاستاذ و المربي على صالح داوود  (رحمه الله) ذرف سبعة دمعات على حلفا,كل دمعة كانت كفيلة بوقف قيام السد اللعين فقط لو كان هناك مسئول واحد ذوقلب  و بصيرة. لكن مشيئة الله شاءت ان يكون قدر السودان بايدى من يغرقون و يحرقون بلادهم.
فى زمن تبنى الدول المتقدمة بلادها بالعلم و ينفقون المال و العلم و الوقت لعمل الدراسات لتقييم الفوائد و الاثار الجانبية  لكل مشروع, تنفذ الاقتراحات عندنا بدون دراسة و لا انذار.
في زمن يقوم حكام الدول المتقدمة  بتقييم الانسان كثروة قومية و لا يقومون بتنفيذ المشاريع الابعد اخضاعها للدراسة و التقييم و شرح الاضرار و مناقشتها وتصور التعويض المناسب لهم  . عندنا المسئولون يبيعون حرمة أوطانهم بحفنة من المال . حلفا بيعت ب 15 الف دولار و بعض من رقصات ممثلات مصريات مبتذلات. لبعض اعضاء مجلس عبود العسكري
الان تقام السدود بأقل من تعويضات حلفا و ما يحدث من اعتصامات من المناصير يؤكد هذا الكلام.
في دولة الامارات العربية   يتمنى كل فرد فيها ان يشمل اعادة تخطيط المدينة بيته لان الدول ستبني له بدل بيته عمارة ضخمة و ستمنحه كميات من المال لتعويضه لما أخذ منه. لكن هنا تأتى الكراكات لتهد البيت بمن و بما فيها لان قسم التخطيط قام بعمل علامة ازالة. حدثت هذه الازالات في الكلاكلات بدون تعويض. 
و تفتح بوابات السدود لتغرق قرى لم تكن الدراسة على علم بانهم ضمن من سيغرقون 
ازالة مدينة من الحياة عند مسئولي بلادى ليس أكثر من ازالة تعليق في الفيس بوك . لكن الفيس بوك يسألك بحصافة هل حقا تريد ازالة التعليق؟
 لكن مسئولي بلادى يزيلون مدنا و منازل من الحياة دون ان يسأل نفسه , هل هذا العمل يرضي الله ؟؟؟.
                                             الدمعة الاولى

قبــل الرحيــــــــل

ما لقومى تأهبوا للرحيل ونأوا عنك يا عروس النخيل

واستباحوا حماك للنيل لما جاء بالخطب والبلاء الوبيل

أنكروا شطك الوديع وراحوا يرسلون الدليل أثر الدليل

ينشدون الامان فى كل أرض فاذا الامن فى ظلال النخيل

يبتغون الرخاء فى كل سهل فاذا الخير فى ثراك البليل

يطلبون الجمال فى كل فج فاذا السحر فى سناك الجميل

ويح حلفا وهل ستمسين حقا مرتعا للمياه بعد الرحيل

ويح حلفا وهل ستمسين حقا مسرحا للخراب والتمثيل

ويح آثارك النواطق باتت ترقب الموت بعد خلد طويل

ويح ثغر يصير قاعا سحيقا بعد أن كان هاديا للسبيل

بعد أن كانت المواخر تجرى فيه بالخير والثراء الجزيل

كم شهدت المصاب فى كل عهد كم بلوت الخطوب فى كل جيل

كم تجلدت للاذى والرزايا ما توسلت بالبكا والعويل

بل تخطيت كل صعب كريه وتحديت كل خطب جليل

وأرى اليوم أن أمرك أمسى غير ما كان يا ابنة السلسبيل

**********

آه حلفا هيهات أنساك حلفا كيف أنسى على ثراك نخيلى

كان شدوى فى عشها ونحيبى كان أنسى فى ظلها ومقيلى

كيف أنسى على رباك غراما كنت أرعاه فى الضحى والاصيل

كم عدونا على التلال حفاة همنا اللهو فى الهواء العليل

وانحدرنا على النواعير نرنو وهى تشدو بكل لحن جميل

واضجعنا على السواقى رقودا نرشف الماء رشفة التقبيل

ووقفنا على الضفاف أصيلا نرسل الطرف عبر نهر النيل

فاذا الفلك تارة تتهادى أو يميل الشراع كل مميل

واذا الموج تارة يتعالى أو يعود السكون بعد قليل

كم ركبنا أمواجه وانتشينا ونقعنا الغليل بعد الغليل

******************

كيف أنسى على الرمال بيوتا سامقات ذوات مجد أثيل

بنيت بالغرين فهى تحاكى سمرة النيل شأن كل أصيل

كل بيت أطباقه حاكيات لصليب من عهد نجل البتول

كل بيت رحابه واسعات فارجع الطرف هل ترى من بخيل

أرسل العين فى الفضاء رويدا تلحظ الامن فى الربى والسهول

لاغيوم ولا عواصف هوج تبطل السحر سحر شمس الاصيل

لاهوام ولا وحوش ضوار تفسد الامن فى الحمى والحقول

***************

كيف أنسى على التلال قبورا شيدتها الدموع أثر العويل

كنت أمشى خلالها فى خشوع ولسانى يفيض بالترتيل

عشت يا أم للفداء منارا وشعارا لكل طبع نبيل

والعزاء العزاء قومى وأهلى رب ظلماء ذات وجه ثقيل

بادرتها يد الزمان فولت واستفاق الورى لصبح جميل



كل حلفا أدنى هذا المستوى كان قد أغرق , ثم بقى المسجد الكبير يغوص شيئا فشيئا حتى لم يبق للمدينة اثر

موضوع ذات صلة :

 http://matayssar.blogspot.com/2011/12/blog-post_15.html