حينما ينادي منادي الحج



قصة حقيقية
امرأة من غرب السودان ,عاشت حياة بسيطة جداً.
تملك بقرات قليلة. 
و هذه البقرات ترعى في ارض الله من مطر ينزل من السماء و زرع ينبت باذن الله.
في قرية بسيطة , لم تسمع عن السفر و لم تعرف شيئا عن أوراق ثبوتية. لم تسمع  شيئا عن بعثة حج و لا عن تفويج.
لم تخرج طوال حياتها من قريتها الصغيرة وبذا خارطة حياتها لا تخرج من جوانب القرية الصغيرة.
ذات ليلة , رأت في منامها مناد يدعوها للحج.
حينما أصبحت باعت أبقارها و سألت كيف أذهب للحج؟
أوصوها أن تصل مدينة الابيض و تسأل.
حينما وصلت الابيض  وسألت كان قطار ملئ بالحجاج على وشك التحرك . فأوصلوها للقطار.
وصلت الميناء و في وسط الازدحام كانت قد دلفت داخل الباخرة.
حينما خرجت من الباخرة , أول مرة تسأل عن الاوراق الثبوتية؟
قالت: اريد الحج.
ثم انشغل المسئولون عتها في كيفية ايجاد حل لهذه المشكلة.
هل يعيدوها من حيث أتت محملين السلطات السودانية مسئولية التقصير, ام يقومون بعمل فيزا اضطرارية.
حينما انتهوا من نقاشهم بحثوا عنها  و لم يجدوها.
كانت بنفس البساطة قد غادرت وسط الجموع الى مكة.
ثم تابعت الحجاج في أداء المناسك حتى أنتهت من الحج و اركانه 
ثم سافرت مع الجموع لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه و سلم.
انشرح صدرها و هدأ خاطرها.
أحست أنها لبت النداء على أكمل وجه.
واستغلت مع من رافقتهم  الباخرة , ثم تكرر مشهد الاوراق الثبوتية بنفس السيناريو و انسلت منهم بنفس الطريقة .
و وصلت قريتها سالمة و امنة.
 الحاجة الوحيدة التي حجت دون ان تدفع مالا للبعثة و لم تدفع مالاً لاستخراج أوراق ثبوتية و لم يظهر اسمها في اوراق رسمية.
المال الذي جنته من بيع الابقار استخدمتها في دفع قيمة الاجرة من قريتها ,للابيض , الميناء ثم في التنقل داخل المملكة و بالعكس. كما استغلته لاطعام نفسها و التصدق على الفقراء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)