احلام أم الخير



ابن عمى
مكاوى ابايزيد الذي أوكلته أم الخير لمالها المدخر عبر السنين و قالت له : أنا شايفة قروشكم دى اتغيرت
عليك الله غيرهم ليّ

احلام  أم الخير
حينما تكون سودانياً فكل ظروفك استثنائية
و حينما تكون مستقراً فيها تكون كل أمورك استثنائية أكثر و أكثر.
لا أعرف متى كان أول تاريخ ابتدع فيها حكام السودان , العسكريين منهم خاصة ,مفهوم استبدال العملة.
لا أعرف الفائدة التي جنتها الحكومة من استبدال   العملة , لكن بصدق كانت الاربعة عمليات التي أجرتها هذه الحكومة وبالاً على الاقتصاد  و كان مردوده سلبياً على العباد.
أم الخير امرأة بسيطة حبت أن تحتاط لغدر الزمن ببعض من الجنيهات تخفيها في مكان امن  .
أما المكان فقد كان وفياً معها , فقد حفظ لها (لفافتها المالية) بعيدا عن اللصوص و الارضه .
لكن لم يكن الزمن بنفس الوفاء, فقد أغفل الزمن الحاجة أم الخيرعن لفافتها و صلاحيتها و لم تلقط اذانها اخبار تغيير العملة كل اربع سنوات كبطولة كاس العالم للامم.
غفلت عن كنزها لزمن لم تحظى خلالها بمال زائد تضعه لجانب مالها المودع في مكان امين الى ان  أحست بالام شديدة و رأت من الافضل لها تزور طبيباً.
 أخرجت كنزها الدفين  و نطرت الى مالها بفرحة تحولت لجزع شديد, لاول مرة تكتشف أن هناك اختلافاً كبيراً بين اوراقها النقدية الكثيرة و الاوراق التي تراها متداولة بين الناس.
اوراقها الكثيرة و التي تبلع أربعمائة جنيهاً , كانت أكبر فئة منها مائة جنيه من تلك العملة التى أصدرتها الحكومة الديمقراطية بعد ازالة العملة التي أدخل النميري فيها صورته.
 يا وليدي انا شايفة قروشكم بقت حاجة تانية
عليك الله ,غير لي قروشي دي.
يا لها من حسرة
ليست لام الخير المسكينة وحدها
لكن حسرة للجميع
فقد كانت الاربغمائة جنيه قادرة على شراء ثلاجة كولدير جديدة , اما الان فهي لن تستطيع شراء كبريته و احده كافية لاحراقها لانك تحتاج لشراء علبتين كبريته مامونة لتعطيك ناراً.

















تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)