لا لتكميم أبواب ...



تغير الزمن كثيراً
حقاً, الاهتمام بالصلاة أصبح واقعا معاشاً.
 حينما يؤذن الاذان لن تحتار أين تصلي فغير المساجد اتخذ أصحاب المتاجر مفارش أمام دكاكينهم .
أصحاب المال اتجهوا لانشاء حمامات (استثمارية) في أماكن التجمعات. انتهى عصر قضاء الحاجة مجاناً , الان عليك أن تدقع قيمة (الراحة) و الا أن تتحمل حتى وقت الوصول لبيتك أو أن تتصرف بجهالة.
الحصول على حمام نظيف لا تلصق منه في أنفك نتانة لا تزول لوقت طويل سيبقى حلماً (لا يمكن الوصول اليه حاليا)  و لا حتى بدفع قيمة الحمام.
سلوك السوداني نحو التعامل مع الحمام أمر جد محير فقد فشل السوداني منذ زمن بعيد و حتى الان في الارتقاء في انشاء حمامات نظيفة تجد فيها رائحة معقولة.
مطار الخرطوم و الاندية الفخمة و المطاعم و كل مكان فخم لن تجد فيها الاحمامات مهجورة تختلف فيها مستويات طفح الاوساخ , لكن سيشد انتباهك وجود حمامات مغلقة.
سياسة الحمامات المغلقة ذات أطبال مكممة انتشرت في المؤسسات و الوزارات و كل دور الحكومة  و للاسف حتى في المساجد.
الحمامات المحدودة الاستعمال بوضع اقفال على أبوابها لا تغرك بأنك ستجد فيها رائحة طيبة , فقط , قد تكون أقل نتانة.
مع انهيار قيمة الجنيه و ارتفاع قيمة الصابون و المنظفات بصورة فلكية , تراكمت في الحمامات نتانة السنين و عطنها.
دورات المياه في المطارات عبارة عن مقياس لمدي رقي تلك الدولة .
و لو أخذنا درجة (طيب الرائحة) كمستوى لتحديد تقدم الدولة , فسنجد أن الذيلية التى نحن فيها ليس من فراغ.
لا أعرف لماذا لم ترفعنا الصلاة الى مصاف النظافة في البدن و المكان وقبلهما ليت الصلاة رفعت نقاء قلوبنا.
 العم هاشم محمد بدر زار في السبعينات جدة , حينما سأله والدي (عليهما الرحمة) عن جدة و الحجاز قال قولته المشهورة (و الله يا حاج , حمامات مطار جدة من نظافتها تشتهي تاكل فيها صحن فول)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)