التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ذكريات مع مصطفى سعيد






الجمعة قبل الماضية (5\1\2012) كانت مباركة و أعدت لي فرحة لم أكن أتوقعها.
ففى زمن لا تسمع فيه الا الترويع و التهديد بالاغراق و رفع أسعار المحروقات و كلما ما يجعل النفس ذائقة لا تعرف لها مستقرا و لا أمنا.
تلقيت اتصالا و صوتا يقول : او لم تعرفنى يا رجل ؟
و تعللت بالكبر و ما أصابنا من ضعف.
فقال: و الله ما شاء الله صوتك لم يتغير, هو صوت السبعينات الذي كان , لا شئ قد تغير في صوتك!!
و اذ ذاك سكت و فكرت دون أن أجد أجابة و قلت: و الله ما عرفتك.
فقال أنا محمد سليمان , انا مصطفى سعيد الذي كتبت عنه!
لا , أدري ما فعلت ,لكنى وجدت نفسي محاطا بأخوانى و هم يتابعون الحوار و هم في حالة فرحة حقيقية.
و الدتى تسأل باستغراب : من محمد سليمان , فيقول لها و لدى أحمد (مصطفى سعيد يا حبوبة)
فتسكت بعد أن اقتنعت أنها لم تجد جوابا شافيا, فلتصبر وغداً لناظره قريب.
  و تواصلنا في الكلام لاسبوع , حتى اذا عرفت القليل من الكثيرالذي لم أعرفه عن الاخ محمد و ما فعل به الزمان حتى انتبهت بما يجب أن أكتبه لمن تابع الموضوع.
فنشرت بالامس بيانا أشبه بالبيان العسكري , انتهى بترقب تعليق مصطفى سعيد الذى ظهر.()
ثم في اخر اتصال سألت مصطفى سعيد عن بيت كان يردده باستمرار في كل لحظة ايام الثانوي. ضحك كثيرا وقال : و الله انا نسيت اي شئ
و بمساعدة (قوقل) استرجعت الابيات التي كان يرددها دائما و اليك هذه الابيات مع قصتها.


             أتذكر إذ لحافك جلد شاة ــ وإذ نعلاك من جلد البعير

و قصتها
 إتفق نفر على إغضاب 
 معن بن زائدة  وقالوا من يغضبه فله مائة بعير ، وكان بينهم شاعر ووعدهم بذلك فلما مثل بين يدي الأمير لم يحيه تحية الملوك ونطق قائلا:
 أتذكر إذ لحافك جلد شاة ــــ وإذ نعلاك من جلد البعير؟
فسبحان الذي أعطاك ملكا ــــ وعلمك الجلوس على السرير 
 فقال الأمير : أذكر ذلك ولا أنساه وهل أحد ينسى قديمه !
 فقال الشاعر : 
   سأرحل عن ديار أنت فيهاــــ وإن جار الزمان على الفقيرفقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن فارقتنا فصاحبتك السلامة
 فقال الشاعر:
   فجد لي يا ابن ناقصة بمال ــــ فإني قد عزمت على المسير  

الأمير وهب له مع هذه الإهانة 3000 دينار

فقال الشاعر :
 قليل ما أتيت به وإني ــــ لأطمع منك في المال الكثير
 الامير أعطاه مثل ما أعطاه
الشاعر لم يزل يطلب الزيادة حتى تمت منحة الأمير 10000 دينار ولم تظهر عليه بوادر الغضب
 الشاعر : ينطلق لسانه بالشكر والثناء على الأمير قائلا :
                     
                      سألت الله أن يبقيك ذخرا ـــ فمالك في البرية من نظير
   فمنك الجود والإفضال حقا ـــ وفضل يديك كالبحر الغزير

فقال الأمير : أعطيناك عشرة آلاف دينار على ذمنا فلنعطينك عشرة آلاف على مدحنا !


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام