ذكريات مع مصطفى سعيد
ففى زمن لا تسمع فيه الا الترويع و التهديد بالاغراق و رفع أسعار المحروقات و كلما ما يجعل النفس ذائقة لا تعرف لها مستقرا و لا أمنا.
تلقيت اتصالا و صوتا يقول : او لم تعرفنى يا رجل ؟
و تعللت بالكبر و ما أصابنا من ضعف.
فقال: و الله ما شاء الله صوتك لم يتغير, هو صوت السبعينات الذي كان , لا شئ قد تغير في صوتك!!
و اذ ذاك سكت و فكرت دون أن أجد أجابة و قلت: و الله ما عرفتك.
فقال أنا محمد سليمان , انا مصطفى سعيد الذي كتبت عنه!
لا , أدري ما فعلت ,لكنى وجدت نفسي محاطا بأخوانى و هم يتابعون الحوار و هم في حالة فرحة حقيقية.
و الدتى تسأل باستغراب : من محمد سليمان , فيقول لها و لدى أحمد (مصطفى سعيد يا حبوبة)
فتسكت بعد أن اقتنعت أنها لم تجد جوابا شافيا, فلتصبر وغداً لناظره قريب.
و تواصلنا في الكلام لاسبوع , حتى اذا عرفت القليل من الكثيرالذي لم أعرفه عن الاخ محمد و ما فعل به الزمان حتى انتبهت بما يجب أن أكتبه لمن تابع الموضوع.
فنشرت بالامس بيانا أشبه بالبيان العسكري , انتهى بترقب تعليق مصطفى سعيد الذى ظهر.()
ثم في اخر اتصال سألت مصطفى سعيد عن بيت كان يردده باستمرار في كل لحظة ايام الثانوي. ضحك كثيرا وقال : و الله انا نسيت اي شئ
و بمساعدة (قوقل) استرجعت الابيات التي كان يرددها دائما و اليك هذه الابيات مع قصتها.
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ــ وإذ نعلاك من جلد البعير
و قصتها
إتفق نفر على إغضاب معن بن زائدة وقالوا من يغضبه فله مائة بعير ، وكان بينهم شاعر ووعدهم بذلك فلما مثل بين يدي الأمير لم يحيه تحية الملوك ونطق قائلا:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ــــ وإذ نعلاك من جلد البعير؟فقال الأمير : أذكر ذلك ولا أنساه وهل أحد ينسى قديمه !
فسبحان الذي أعطاك ملكا ــــ وعلمك الجلوس على السرير
فقال الشاعر :
سأرحل عن ديار أنت فيهاــــ وإن جار الزمان على الفقيرفقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن فارقتنا فصاحبتك السلامةفقال الشاعر:
فجد لي يا ابن ناقصة بمال ــــ فإني قد عزمت على المسير
الأمير وهب له مع هذه الإهانة 3000 دينار
الامير أعطاه مثل ما أعطاهفقال الشاعر :قليل ما أتيت به وإني ــــ لأطمع منك في المال الكثير
الشاعر لم يزل يطلب الزيادة حتى تمت منحة الأمير 10000 دينار ولم تظهر عليه بوادر الغضبالشاعر : ينطلق لسانه بالشكر والثناء على الأمير قائلا :
سألت الله أن يبقيك ذخرا ـــ فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حقا ـــ وفضل يديك كالبحر الغزير
فقال الأمير : أعطيناك عشرة آلاف دينار على ذمنا فلنعطينك عشرة آلاف على مدحنا !
تعليقات