التاريخ يعيد نفسه
كتابان كنت دائما أحرص الا أفقدهما , لكن للاسف فقدتهما و لم أنجح في تعويضهما.
الاول كتاب( سنوات في جنوب السودان) للدكتور المرحوم عبد الله السريع و الذي احبه الجنوبيون حتى أسموه ب عبد الله جوبا.
بحثت عنه في قوقل , بل كتبت طلبا في موقع كويتى رسمى
كبير و لم أجد ردا.
الكتاب الاخر رائع
(قصة حياتي)
يحكي تفاصيل ما حدث لمريد الثورة المهدية ,المبهر بابكر بدري. , كيف بدأها محبا و مقاتلا لها و يروي أحداثها و مشاهدها و خاتمتها التراجيدية لتحكم بنفسك عليها.
ببساطة يروي عن قصة الحرب التى ارسلوا اليها الى مصر ليحاربوا فيها الانجليز.
و يروي بطريقة ساحرة اراء اسرته حول الحرب .
والده كان يرى الامر قسرا و كان يتهكم بالمهدية و رجالها الذين ارسلوا كل الناس بأطفالهم في حروبات لا تنتهي.
والدته كانت مفتونة بالمهدية حتى كانت تتمنى شيئا واحدا وتقول (احي من رقدة في ضل الرقبة).
و كان مبتغاها أن تموت و تدفن في حوش الخليفة تحت رقبة قبة المهدي.
يحكى بألم كيف كان الناس يضطرون الى ترك أطفالهم حينما يصلون حدا من الاعياء لا يستطيعون خلالها من المسيرة مشيا لمواصلة حرب مفروضة بالاكراه.
الى الامام سر ... او ان يقتلك أميرك.
كان الاطفال يترجون اباءهم لاخذهم و الا يتركوهم في الصحراء. و رغم بكاء الاطفال و أنينهم تركوهم بلا زاد و بلا ماء و لا رحمة.
ما جعلنى اذكر هذا الجانب من كتاب السيد بابكر بدري ما رأيته من صورة رجل صومالي يجهز على طفل برجليه بدعوى اراحته من عذاب الجوع , تماما كما يحدث في الافلام .
و كانت محصلة حروب الدراويش هزيمة في كل الجبهات و مجاعة سنة 1306 هـ مما ادى في النهاية لنهاية دولة المهدية.
نعم استبسلوا في الدفاع عن وطنهم حينما أتاهم العدو من الخارج. انهزموا لا لقوة البنادق و لا لفارق الاسلحة . لكنهم انهزموا حينما أبعدوا من لهم حصافة الرأي وخبرة لقيادة المعارك من القيادة .
أبعدوهم في المرة الاولى خوفا منهم على نفوذ سلطانهم. و ساعة الحرب خافوا ان ينتصروا و يعيدهم مجد الانتصار الى المركز و الى الحكم. و رفض الخليفة فكرة القادة المحنكين للاجهاز على العدو ليلا وسط الجبال في حرب عصابات .
نسى و أو تعمد الخليفة تناسي ان الحرب خدعة و قال : سنحاربهم حينما ينفلق الصبح.
صبح ننتظره حتى الان و لم يأت.
و الان لم ينتصر الاسلام في السودان و لا هو انتصر في الصومال.
الاسلام أعز قوما لا يملكون الانهار و لا الاراضي الخصبة ففتحوا بنعمته العالم شرقا و غربا و ملكوا به القلوب والعباد و كل البسيطة.
حفظوا الاسلام فحفظهم و أعزهم في الدنيا و لهم الجنة في الاخرة.
و نحن ندعى الحكم بالاسلام و يموت الناس جوعاً و غلاءً رغم أن الله أعطى هذاالبلد الارض الخصبة و الماء الزلال و الكنوز في ظهر الارض و باطنها و قبل كل شئ اعطاهم انساناً محباً للخير.
تعليقات