خرد







  كل أحياء الخرطوم  تنوم و تصحوعلى صياح مشتري الحديد (الخردة).
صوت غير جميل لا يصمت و لا يهدأ , يتخذون  شتى أصناف العربات و الكارو وسيلة لجمع الخردة.
و قد حكى لي أحدهم بأنه فوجئ ذات يوم( ببطاح) كبير و (كرين ) يعملان لرفع كبري حديد موجود على أحد مجاري المطر بحى من أحياء جبرة .سألهم عما ينون فعله فأوضحوا له بأنهم مأمورون برفع الكبري للمحلية.
 غضب الرجل و أخرج (الموبايل) ليتصل بمهندس المحليه عن سبب هذا التصرف غير المسئول , أكد له المهندس بأنه لا يوجد قرار و لا تكليف لاحد لتنفيذ مثل هذا الامر. حينها ألتفت الرجل ليسمع صاحب الكرين بنفى المهندس , لم يجد أحدا لانهم كانوا قد لاذوا بالفرار.
حوداث مؤسفة و مؤلمة أدت لسقوط و موت أطفال واعاقة  أشخاص في مختلف العمر و في أماكن مختلفة لان تجار الخردة سرقوا أغطية (مانهولات) الصرف الصحي من شوارع الخرطوم الرئيسية و من داخل البيوت.
ثم لم يبق من الحديد الا حديد ثقيل و ثمين و هو حديد قضبان السكة حديد.
السكة حديد التى غضب عليها النميري لان عطبره رفضته .
و عطبرة استقبلت النميري الذى أتاها بالسكة حديد  بطريقة غريبة حيث قاموا باغراق السكة حديد بالحبوب و الذرة و من ثم أطلقوا (بهائمهم) و انسحبوا .
 و غضب النميرى و أقسم للانتقام من السكة حديد و من عطبرة , ثم أتت الانقاذ و أكملت ما بدأه سلفهم , اصبحت السكة الحديد من الماضي بعد فشلنا من تسخير و تشغيل وسيلة ارخص و أضمن.
أما ماذا فعل تجار الخردة بفضبان السكة حديد , أقرأ هذا الخبر

أصيب سائق قطار وكمساريه باصابات بالغة ناجمة عن انقلاب القطار الذي يقودونه بعد أن سرق اللصوص جزءاً من قضبانه بمنطقة شمال بحري، وكشف مدير التشغيل عبد الوهاب - ان القطار مخصص لنقل البضائع وانه كان قادماً من مدينة عطبرة وأثناء سيره تفاجأ السائق بان جزءاً من القضبان غير موجود مما أدى إلى اختلال توازن القطار وانقلابه مما أدى لاصابة السائق والكمساري اصابات طفيفة وانهما خرجا من مستشفى بحري بعد إجراء الإسعافات اللازمة لهما وكشفت مصادر بان شرطة السكة حديد قد خرجت في متابعة معلوماتها حول سرقة القضبان ونجحت مباحثها في القاء القبض على اثنين من المتهمين بأحد الأسواق وهم يعرضون القضبان المسروقة للبيع بالكيلو وأضافت مصادر بان حوادث سرقة القضبان تشكل هاجساً وتسبب خسائر مادية للهيئة من خلال هندسة التركيب التي تكلف أموالاً طائلة بينما تباع المسروقات بأسعار بخسة.

الاهرام اليوم



ملحوظة : هذه الظاهرة بدأت بعدما انشئت مصانع الحديد ,فاذا كانت المصانع غير قادرة لتوفير حاجتها من الخام بطرق امنة فمن الافضل اغلاقها لانها لا استطاعت ان توفر مواد البناء بسعر أرخص و لا هي حافظت على ممتلكات الدولة و المواطنين

تعليقات

‏قال ما تيسر
أزال المؤلف هذا التعليق.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام