يابانيات (4)

                     




             أين تجد طعاما مناسبا في اليابان
رغم أني مصاب بالربو من زمن بعيد ,  و الرطوبة تقوم باثارة الحساسية لدى بطريقة مفرطة , الا أن شيئا من هذا لم يحدث لى في اليابان.
طوال اقامتى فيها لاول مرة تمارس أنوفي و ظيفة استنشاق الهواء , بل لم أستعمل  البخاخ و لا مرة واحدة.
كانت الشركة متكفلة بالاقامة و وجبة الفطور في المطعم الفرتسى بفندق (هوليداى ان) حيث اقامتنا.
بعد الرجوع مع الغروب للفندق كنا نتناول عشاء خفيفا.
لكن ظلت المشكلة في وجبة الغداء.
تعرّف بنا مهندس يابانى عمل سابقا في طهران لصاح (ان تى سي).
كان هذا الشخص ودودا جدا و قال أنه أصر أن يتعرف علينا لانه عمل في ايران و يعلم الكثير من طبائع المسلمين في منهج الطعام 
قال مبتسما : أنتم محظون لأني سأدلكم على مطعم يريحكم كثيرا.
بعد أن فشلنا في تناول الطعام اليابانى بطريقتهم  و التهام الارز بشريحتين خشبيتين كما يفعل اليابانيون  .
كان حلم العثور على مطعم يقدم الطعام بالشوكة و السكين حلما  رغم أن الامر في الوضع العادي عندنا ايضا غير محبذ.
ذهب بنا المهندس اليابانى الذي يعرف طبائع المسلمين الى مطعم يسمى (فكتوريا استيشن).
و كما يدل الاسم استيشن (محطة) , فلقد كان المطعم مصمما كمحطة قطار.
 كل موضع داخل المطعم يشعرك  كأنك داخل محطة سكة حديد. الكاشير سماه   المصمم (تذاكر) و الطاولة و الكراسي التى تحيط بها توحي اليك  كأنك داخل (قمرة).
  الاْجمل من كل هذا أننا وجدنا في هذا المطعم ما كنا نطلبه.
أنواع الطعام معروفة وتقدم كل أنواع  الفواكه و القهوة  مجانا كل الايام عدا ( ايام الويكند).
من الأشياء الملفته التى لاحظتها في جملة الفواكه , حبات البامية الخضراء و هى تجلس بكل وقار لا يقبل النقاش مع الاناناس و كل ملوك الفواكة الاخرى.
 رغم أننا تكيفنا بسرعة (adaptation) في كيفيةالحصول الطعام  بسرعة شديدة و اكتفشنا اماكن (الكنتاكى) و المقادوندذ الا أن مستر ميما أصبح دائما قلقا يسألنا عما نأكل و هل نجد الامور بسهولة.
 لذا أصر يوم التوقيع على العقد أن يكون التوقيع في فندق كبير يمكن أن نجد الطعام المناسب لنا. لم نفلح في اثنائه عن هذا الامر الا أنه أصر على أن يكون هذا الامر بفندق ايطالى مشهور يقدم البيتزا و الاسبقاتى.
 كان تناول أى طعام فى مكان اخر سوى فكتوربا استيشن أو محلات كنتاكى بالنسبة لى مغامرة لا تستحق المجاذفة , فظللت في حفل التوقيع أتظاهر أمام مستر ميما الاستمتاع بالاكل حتى لا أشعره بالقلق. .
أما بالنسبة للماء فقد أكدوا لنا ماء (الحنفية)  ماء مأمون لانه من نهر يفتخر اليابانيون بعذوبته و أكدوا لنا عدم الحوجة لشراء الماء المعبأ في زجاجات.
حينما يتحدثون عن نهرهم هذا تشعر بمدى غبطتهم  و سعادتهم و درجة انتمائهم له  وحبهم لطبيعة بلدهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام