يابانيات (5)



في الثمانينات كانت شركة ميتسوبيشى تملك مقراً بالخرطوم شرق.
في أحد ى المرات كلفنى نائب مدير التخطيط الاستعداد لمقابلة مندوب ميتسوبيشى لانه يريد أن يتقدم بعرض للمؤسسة العامة للمواصلات السلكية و اللاسلكية.
لم يكن لدىّ مكتب و لا حتى أعباء.
 ما شجع ادارة التخطيط لاختياري لهذه المهمة هو استجابتي الفورية للانضمام لقسم تخطيط الشبكات .
كان هذا القسم مهملاً و لا يلتحق به الجامعيون فأصبح قسماً يلتحق به خريجوا معهد المؤسسة العامة للمواصلات السلكية و اللاسلكية كخيار أخير حينما لا يجدون قسماً اخر يرحب بهم.
كان الجامعيون قليلون بالمؤسسة و لم يكن بقسم الشبكات سوى مهندس جامعى واحد هو الاخ الزميل المهندس أحمد ناصر.
لهذه الاعتبارات قررتْ ادارة التخطيط ترك هذا الامر لى لاقرر حسب رؤيتى الهندسية ما أراه مناسباً.
حينها كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية (FRG) قد منحت المؤسسسة منحة في حدود الخمسة و العشرين مليون مارك.
و كانت نتيجة لهذه المنحة تجري عملية تأهيل شبكات الهاتف في منطقة الخرطوم غرب , المنطقة الصناعية الجديدة بالخرطوم و منطقة العمارات.
في الاجتماع بممثل شركة ميتسوبيشى أشار الى أنه يملك عرضاً بمنح مؤسستنا (مقمسى هاتف , سعة الواحدة منها 1000 مشترك) متحركين.
و خلال الحوار أوضح بطريقة واضحة أنه يفضل تركيب هاذيين المقسميين بالخرطوم وسط.
كان انذاك مقسم الخرطوم المحلى ذو أثنى عشرة ألف خطاً و لا توجد لدى المؤسسة مشاكل حول سعة المقسم.
كانت توجد مشكلة واحدة فقط و هى أن المؤسسة لا تملك الشبكة الخارجية المناسبة لتشغيل هذه السعة لرداءة الكوابل و رداة مواصفات تركيبها, حيث أنها كانت تخرج خارج الخدمة بهطول اول قطرات المطر لاْنها كانت مكسية بعوازل ورقية.
كانت عملية اعادة تأهيل شبكات الهاتف الخاضعة للمشروع الالمانى كافية لتفعيل أربعة ألف خط كحد أقصى حسب المعلومات التى استطعت تجميعها من القسم التجاري و الذي كان متخصصا في حفظ ملفات طالبي الخدمة.
باختصار كانت الثمانية خط الباقية في المقسم شبة شاغرة نظراً لعدم وجود الشبكة المقابلة.
و بما أن المنطقة المحصورة بين شرق شارع عبد المنعم محمد(ميدان الامم المتحدة) و وزارة التربية كانت الاكثر ازدهاراً كأماكن تجارية لكنها كانت لا تستطيع أن تستفيد من توفر سعة مقسم لا يقابلها خطوط شبكة أرضية.
كانت تلك المنطقة التجارية الهامة من الخرطوم شرق غير مضمنة في المشروع الالمانى.
 بالطبع ألح السيد ممثل الاعمال التجارية بشركة ميتسوبيشى على رغبته في أن تستفيد منطقة الخرطوم وسط من منحتهم و ادخال (المقسمين , الهدية) الخدمة باسرع ما يكون و أوضح أنهم سيقومون بتمويل كل متطلبات الربط و التشغيل.
كان يوضح بطريقة لا تقبل الشك رغبته التى لا تقبل النقاش في تركيب و تشغيل (المقسمين) بالخرطوم وسط.
سألته , لماذا هذا الاصرار على تحديد موقع الاستفادة ؟
أجاب , أن اليابان دولة رائدة في عالم الاتصالات و أنه حزين جداً لعدم وجود أي مقسم بالخرطوم وسط من تصنيع اليابانيين.
أشار بوضوح اكثر أن مقسم الخدمةالعالمية من (تلى ترا ,ايطاليا) , و مقسم التلكس من( سيمنز,ألمانيا) في ما أن مقسم الخرطوم المحلى من نوع (يو ار  من هولندا).
كانت معلوماته صحيحة جدا فيما يعكس ذاك الاهتمام الحقيقى من اليابان الدولة العظيمة بالسودان.
أوضحت له لماذا لا يفكر بمنطق ألمانيا الاتحادية و يتبنى اقامة مشروع في حجم المشروع الالمانى؟؟؟
لم أتوقع أن تكون ردة فعله لكلامى غضباً لا يوصف.
تغير وجهه للون الاحمر و ظهر الغضب على تقاطيع وجهه
و سألنى معذرة , ماذا قلت؟
فقلت بهدوء (FRG)
أخذ حقيبته و خرج مسرعاً , و هو في قمة الغضب..
(يتبع)  الجزء السادس على الرابط ادناه
http://matayssar.blogspot.com/2012/05/6.html 



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام