النوبة و أعداؤها (1)

استقرار النوبيين على جانبي النيل الخالد عبر التاريخ البعيد تعرض لكثير من المهددات سواءً كانت مباشرة أو غير مباشرة.
و يمكن أن نتناول بطريقة غير تقليدية تلك المهددات.
هناك مهددات استهدفت منتوجه الزراعى كالافات المختلفة  وحيوانات اكلة اللحوم استهدفته و استهدفت ثروته الحيوانية.
و كذلك الحروب المختلفة عبر العصور.
و كذلك النهر, هدد (بالهدّام), في ابتلاع جانبيه من الرقعة الضيقة التى كان يستثمرها للزراعة و الاستقرار.
  كل تلك المهددات لم تنل من عزيمة النوبي للتشبث بأرضه و تاريخه.وللاستدلال لبراعة النوبي في التعامل مع البيئة و مستجدات التهديدات نبدأ ب 
الافات الزراعية








                                 قوسّي
التحوط من التسوس و افات المحاصيل
 قبل وضع المحصول في القوسّي سواء كان بلحاً او بذوراً , كان يقوم بنظافة القوسّي و يعقبها بحرق أغصان خفيفة لقتل البكتريا و افراغه من الهواء بالدخان المتصاعد . ثم يضع محصوله بداخله  ثم يقوم باحكام قفل الغطاء العلويّ (دائري الشكل)  بعد أن ينثر عليه شيئاً من الشطّة لطرد اي سوسة متسللة.
 و كذلك كان يحكم  الغطاء على الفتحة الجانبية في اسفل  القوسّي كما تظهر في هذه الصورة.) و هى الفتحة التى تستعمل لاخذ حوجته من المخزون بسهولة.الغطاءين مصنوعان من الطين المخمر وهو مادة القوسيّ .
 هذه الطريقة السهلة حافظت على ما ينتجه النوبي و لم يتعرض لمجاعات سوى مجاعة سنة 1306 هجرية بسبب حروبات المهدية. 

لكن لكن النوبيون في زخم مزاحمة المستجدات انخدعوا في المبيدات.
و بدأ بعضهم يقوم في البدء باستعمال براميل المبيدات و بالتحديد براميل مادة ( دى دى تى) لتخزين الماء و البلح.
ثم مع توفر مادة ( دى دى تى) من غير ترشيد و بطريقة تدعونا الان للسؤال من كان وراء توفر هذه المادة الخطرة دون رقي و لاحسيب.
للاسف تطور الامر بأن استبدل الشطّة بكمية من مادة ( دى دى تى) على سطح البلح حتى يجنب محصوله التسوس.
كان أسوء بكثير من الذي استجار بالرمضاء من النار.
و انتشرت السرطانات.
وقد كتب الاخ سعد الدين محمد أحمد عن انتشار السرطانات في منطقة (دال) في صحيفة ايلاف تحت عنوان (الفاتحة أيها الوالي)
دون أن تجد اذناً صاغيةً لا من الحكومة و لا من النوبين المنتشريين في كل العالم . 
أسفل يوجد النشرة السابقة على صورتين (استعمل خاصية كنتروا +) للتكبير













































تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)