حكاية كلب اسمه (بلي)


دائماً ما كنت أسمع من أشخاص عديدين
عن حكاوي عجيبة  عن الكلب (بلي)  و الذي كان يمتلكه الاخ المغفور له باذن الله أبايزيد موسى.
و دائما ما تكون حادثة ما سبب انطلاق صيت شيئ ما, فقد كانت الاخت المغفور لها عزيزة سيد همد سبب معرفة الاهالي في القرية بصفات الكلب غير الاعتيادية.
و يحكى أن عزيزة هذه كانت داخل المراح تتفقد أغنامها بالرعاية حينما انفتح الباب فجأة فتسارعت الاغنام خارجةً من المراح بسرعة.
المفاجأة أفقدت عزيزة الحركة و التى تسمرت في مكانها دون أن تدري ماذا تفعل و بمن تستنجد ثم تذكرت الكلب (بلى)
أطلقت صوتها بكل قوتها (وووو  (بلى) أيقا دوّى , يا (بلى) ).
و خرجت تصرخ و تستنجد بـ(بلى) و الذي لم يكن تحت الانظار, لكن مع تكرار الصراخ رأت أن (بلى) قد أتى مسرعاً و هي تواصل النجدة.
لم يأخذ (بلى) زمناً حتى استطاع اعادة كل الغنم الى الحظيرة.
تلك الحادثة كانت سبباً لانتشار صيت (بلى) و محاولات الناس التقليدية لاختباره و أصبح كل يتحدث عن (بلى) و عن تجربته معه.
 ثم أتى ذاك الموسم الذي يأتى فيه الحلب و يعسكرون حوالي القرية من كافة المحاور.
عرف الحلب بمميزات (بلى) فأصبحوا يساومون الاخ أبايزيد في بيعه.
ولان (بلى) كان قد أصبح جزءً من حياة أفراد اسرة ابايزيد , لم يوافق على فكرة بيعه مطلقاً.
و أصبح الحلب يزايدون في السعر حتى أوصلوه الى رقم خرافى لم يكن يحلم به , بل لم يصدق أن يصل الى رقم كهذا الذي عرض عليه.
و ما أن تمت الموافقة حتى دفع الحلب السعر , ثم أنهوا وجودهم في القرية فغادروا بسرعة خشية أن يحدث شيئ يطيح بالاتفاق.
مرّ يوم و يومان و ثلاثة على سفر الحلب و اختفاء (بلى).
حتى نسي الناس الكلب بلى.
  بعد أسبوعين , لاحظ أبايزيد وجود كلب يشبه (بلى) خارج المنزل.
كان يشبهه كثيراً , لكنه لا يدخل الى البيت و لا يأتى بتلك الحركات الترحيبية التى كان يؤديها له حينما يراه الا انه كان في نفس وداعته مع اطفاله و الذين كانوا في حالة حزن شديد لبيعه.
ظل الكلب بجوار المنزل يلاعب الاطفال و لا يدخل داخل المنزل نهائياً و لا يتعاطى الطعام الذي يقدمونه له.
أبايزيد أصبح متيقناً ان هذا الكلب أنما هو (بلى) بعينه و لكن هناك أشياء غير مفهمومة , كيف فرط فيه الحلب؟؟
كانوا قد قيدوه داخل الكارو و يقومون برعايته , بالطبع لم يكونوا ليدعوه ليتبعهم لانهم كانوا على ثقة بأن الكلب (بلى) لن يتبعهم مهما بالغوا في أكرامه باللحم و العظم.
  هنا يقول ابايزيد قصدت الاستاذ سيد أحمد محمدعبده  بدر و رويت له كل ما حدث.
قال أنه طمأنني بأن هذا الكلب أنما هو فعلاً هو (بلى) و لكن!!!
هو حزين و عاتب عليك لتفريطك فيه!!
و سأل ابايزيد و ما العمل؟
قال عليك أن تمسح على جسمه بلطف كما كنت تفعل و لا تتركه ابداً.
و يجب عليك أن تطعمه بنفسك و تبالغ في تدليله و اذ فعلت ذاك فانه حتماً سيعود كما كان.
و يقول ابايزيد ان الاستاذ سيد أحمد قد أكد له أن الكلب حزين جداً لفعلته معه و أن التدليل سيستمر بعض الوقت ليسامحك (بلى) و يعاود تقبلكم كما , كان.
بعد مدة نجح أبايزيد في امتصاص غضب و حزن الكلب (بلى) حتى عاد كما كان.
  في العام اللاحق حينما أتى الحلب الى القرية , كان أبايزيد توّاقاً لمعرفة ما حدث بالضبط.
قالوا له , انهم و هم على مشارف منطقة (كرمة) أزاحوا قيود (بلى) و تفاجأوا به يجري شمالاً لا يلوى على أحد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام