يابانيات (7)

كانت كوابل التلفونات بهذا الشكل , معزولة ورقياً وكانت هناك رباطات كانت تلحم بالقصدير(كان الغلاف الخارجى لتلك الكوابل من مادة الرصاص) , هذا النوع في الصورة رباطها من تى كى

هناك أشخاص وجدناهم مهملين لا يتملكون أي مهام رغم أنهم أمضوا كثيراً من العمر في المؤسسة.

كنت أتعاطف مع أحدهم و كان يرمى باللائمة على المدير العام أنذاك و الذي حيّده عن العمل.

حينما خطف الاسلاميون مراكز صناعة القرار في المؤسسة أتوا بهذا الشخص مديرأ للشبكة الخارجية.

 حوالي العشرة مهندسيين من الجامعيين التحقوا بهذا القسم بطلب من الاخ المهندس القدير عثمان السيد بقسم التخطيط و قد كنت سبقتهم لهذا القسم في فترة سابقة.

 جمعنا المدير الجديد للشبكة و أعطى لكل واحداً منّا ورقة تحتوى على جداول كميات مواد ,أوضح  أن هذه المواد يراد  لها تحديد الكميات المطلوبة من كل مادة .
 و أوضح أن مبلغاً من المبالغ (معلّق) على بند ما كان يسمى بالدولار الحسابي بين برتوكل تجارة خاصة بين السودان و مصر. لذا سيتم البت فى كميات شراء هذه المواد على ما سنقدمه من معلومات.

 قصدت الاخ سليمان (رحمه الله) و الذي كان يشغل مدير شبكات أقليم الخرطوم و أخرجت له نسخة من المواد التى يراد استيرادها من مصر.

وجدت ردة غضب حقيقى على وجهه . كان حزيناً لان يكون تقييم مثل هذا الامر بعيداَ عنهم.

 أوضح لى حقائق في غاية الاهمية و هى أن ادراج مواد مثل (الخيم , البطاريات الجافة , البطاريات السائلة و مواسيير الاسبتوس) خطأ فادح لانها مواد منتجة محلياً و أن الدولة تهتم بالحفاظ على المنتج الوطني.

 و أن هناك عقودات سارية بين المؤسسة و المخازن و المهمات لمدها بما يلزمها من مواد خيام كحق اولوية و نفس العقد و مذكرة التفاهم موجودة مع شركة الرُوبي للبطاريات لامداد المظلوب.

و أكّد وجود مذكرة تفاهم مشابه مع شركة الاسبستوس لترجيح اولية انتاجها للمؤسسة.

عليه أوضح المهندس سليمان و هو حزين أن عمل الصيانة شبة متوقف لندرة لحامات القصدير و التى كانت تستعمل للحام كوابل الرصاص التى كانت تحتوى على اسلاك معزولة ورقياً قبل ان تظهر كوابل النحاس المعزولة بالبلاستيك والمروية بمادة بترولية (جلى) لتصعيب مهمة الماء للوصول لاسلاكها.

و اعتماداَ على هذه التوضيحات قمت بملأ كل خانات كميات المواد بكلمة (NILL) ما عدا مادة القصدير.

بعد أن قمنا بتسليم تصوراتنا للسيد مدير الشبكة الجديد , أجتمع بنا وقال أنه راضٍ كل الرضا على ما قامت مجموعة شباب الشبكة باستثناء شخص واحد شذ عن الجميع و طلب شراء مادة و احدة من مصر

!!!!!!

كانت ردة فعلى و اضحة حيث و قفت و القاعة تعج بالضحك و الاستهزاء و سالت السيد المدير اذا كان على علم بوجود مذكرات التفاهم بين  مؤسستنا و الشركات الوطنية التى تنتج مواد موجودة في كشف المواد التى يريد استيرادها من مصر بالدولار الحسابي؟؟؟

بعد هذا الاجتماع الصاخب , أوضح لى أن أستعد لاستيضاح الصباح الباكرأذا تأخرتُ دقيقة واحدة في الحضور للمؤسسة.

أصبح يترصد تأخرى في الحضور لاخضاعى للاستيضاحات لتمهيد فصلى من العمل بدواعي التأخر , وكان من الممكن أن أتأخر لسوء المواصلات و لان المؤسسة لا توفر تراحيل للعاملين فيها.

قصدت قسم صيانة الاجهزة اللاكترونية بالخرطوم جنوب و هو قسم تابع لمؤسستنا و شرحت للسيد مدير قسم الصيانة تأزم الوضع في قسم الشبكة و قام مشكوراً بنقلى الى قسم الصيانة فوراً.