يابانيات ( 6)

(6)
 ضمنتُ في التقرير الفنى عدم جدوى تركيب كبانيات (مقسمات) اضافية في الخرطوم وسط نسبة لقصور الشبكة الارضية. و تقدمت بمقترح بموقعين بديلين و هما أما تركيب كلتا الكبانيتين ببري أو تركيب احداهما ببري و الاخرى بأمتداد البراري (ناصر).
 منطقة البراري كانت بها خطوط قليلة من مقسم الخرطوم المحلى في حين وجود خطوط أقل في امتداد ناصر من كبانية الامتداد. رغم قرب بري من الخرطوم الا أنها كانت تعتبر منطقة ظل لا تتوفر فيها الاتصالات.
     مرتْ فترة من الزمن على اخر لقاء عاصف بيننا و لم يعد اليابانى للمؤسسة.
ثم بعد عدة أيام ظهر و هو يحمل كالمعتاد حقيبته و عليه دلائل الاستعجال.
أول كلام بدأ به الاجتماع بسؤال
. سألنى:
في أخر أجتماع تحدثت عن مشاريع ينفذها لكم الالمان؟
فأجبت بالايجاب.
فسأل مباشرة: هل تعرف حدود تنفيذ المشروع الالمانى بالخرطوم وسط ؟
فأخرجت من حقيبتى , خريطة الخرطوم الكبرى الملونة في حجم A4.
  كانت الخريطة جديد اصدار مساحة الخرطوم و كانت تباع مباشرة للجمهور .
 لما كنت على قناعة من أن ممثل شركة ميتسوبيشي سيسألني يوماً ما هذا السؤال فقد كنت حريصاً على شراء هذه الخريطة على نفقتى الشخصية تفادياً للاجراءات و التعقيدات التى يمكن أن أقابلها اذا طلبتها من المؤسسة.
و من أول يوم تم تكليفى بهذه المهمة كنت قد أعددت الخريطة انفة الذكر , قلم أحمر (ماركر) و الحقيبة.
 بسرعة فتحت حقيبتى المتواضعة و أخرجت خريطة الخرطوم الكبرى و القلم (ماركر) ثم بدأت الكلام مخاطباُ اليابانى.
هذا الشارع يسمى شارع السيد عبد المنعم* , ثم تعمدت تلوينه باللون الاحمر من شارع النيل شمالاً و حتى شارع الطابية جنوباً.
أوضحت له , أن كل المنطقة شرق هذا الشارع و حتى وزارة التربية و الى أطراف كبري بري تعتبر فعلياً منطقة خالية من أى شبكة. أما المنطقة غرب الشارع فتقع ضمن المشروع الألمانى.
 السيد ممثل شركة ميتسوبيشي لم يصدق أن يحصل على المعلومات بهذه الدقة و هذه السرعة.
فقد كنت اراه باستمرار داخل مبانى المؤسسة قبل أن تلعب الصدفة دورها و أكلف رسمياً لمتابعة هذا الملف معه.
     هب واقفاً و هو يشكر , كان يتصفح وجهى جيداً كأنه لم يرانى سوى هذه المرة.
شدّ على مصافحاً و هو يشكر ثم خرج بسرعته المعروفة.


* يسمى شارع عبد المنعم محمد في معظم الخرط القديمة بشارع( الملك)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)