في الطريق للمدرسة (1)

طريق المقابرو سط المزارع , طريق مختصر للمدرسة و مع ذلك كنا نادرا ما نسلكه


  من الخلوة للمدرسة , اضاعة عام بلا اكتراث.
حينما كان مصدق يقوم بجمعنا للذهاب للتسجيل للمدرسة و حينما أتى موكبنا قبالة منزلنا انسحبت من الموكب.
طاردنى مصدق قليلاً
ثم تركنى
مصدق

لغبائى كنت أعتقد أني قد نجحت في لعبة ضد مصدق.
و مضى العام و لم أسجل فيه.
لم يسألنى أحد 
و لم يتفقدنى لا والدى ولا الشيخ أحمد فقير.
لا أعرف لماذا لم يَسجل على سيد في ذاك العام مع مجموعة شوقى عبيدى, هل زاغ مثلى.
أجد صعوبة في تذكر هل سبقنا مصدق للمدرسة أم تأخر.
مصدق و على سيد , كل منهما كانت شخصيته طاغية.
مصدق كان  الوحيد الذي يمتلك (حماراً) مخصصا له للذهاب الى المدرسة.
على سيد كان يحجز على الجانب الايمن من خلفية حمار مصدق و أسعد من الجانب المقابل و نحن من خلفهم , فيصل كل الركب في وقت واحد للمدرسة.
  أما على سيد فكان يحظى بحمار والده أحياناً.
و كان حمار عم سيد قوياً واسع الصدر , الّم تلجمه باحكام لا يمكن تطويعه.
  أما أنا فكنت أحياناً أجد حماراً , مشيته تسبب القروح بمقعدي فتركته غير اسف عليه.
و لكن مشية الحمير كانت لها تصانيفها , منها المشية (القرقودي) و هذه هى طريقة الحمير الطيبة كحمار عم سيد.
و هناك مشية (شكوجّيلي) و هى مشية سيئة تسبب القروح لمن يركبها.
  اذا حدث جدال,
 اي حمير أفضل,? ,
 كان بعضهم يقول أن حميراً بالقورقودى يمكن أن تسبق حميراً و هى في حالة جري.
 على سيد كان غير جيدٍ في  رياضة الجري و لا في الاسراع في المشي.
 أنا و اسعد كن مذهلين في سرعة المشي , فكنّا نصل الى القرية تاركين المجموعة كلها خلفنا خلافا  لحالة  ذهابنا مجتمعين للمدرسة..
على سيد , لم يكن يعجبه تفوقنا عليه في هذا لامر ، فكان يلخص حالتنا ب
 (ار كوقركو تنچتمنّا , كل من عقله ثقيل(بليد) فهو سريع الخطى).

  لكن وقت الشتاء , كان له دربا لا يتغير.
 و هو الطريق التقليدى الغربي و كنّا نبدأ ب
 التجمع  في مسطبة منزل محمد على عبيدى ثم الاسرع فيما يشبه الجري حتى نصل منتصف الطريق الى هوّار عند نخلة (كدن فنتى).
و هى شجرة نخلة عريضة بما تحيطها من أشجار ( كوشكي) .
كنا نعتقد أنّ من يستطيع عقد سعفة نخل فيها ، فلن يتعرض للجلد في ذاك اليوم.
مسكينة تلك الشجرة لم تبق منها سعفة جريد و الا تعرضت ل (لي)  و التعقيد مرات و مرات.

   علي عبد الحليم محجوب



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)