أقتلونـــــــــــــــــــــــــــــــى

النوبيون بسبب استقرارهم على النيل منذ ألاف السنين عرفوا فنون الطعام و طرق اعداه.
تلك الخبرة قادت كثيراً من النوبيين الى حب  اعداد الطعام بصورة احترافية فترقى كثيرون منهم الى درجة (شيف).
     بطل هذه الرواية الحقيقة كان الطباخ الخاص لملك دولة عربية.
 قامت فيها ثورة و وضع الملك تحت الاقامة الجبرية.
قررت مخابرات تلك الثورة القضاء على الملك الموقوف بصورة لا تثير الشكوك.
اتفقوا أن يستخدموا السم ضده.
اجتمع مندوب المخابرات مع الطباخ النوبي و أوضح له الفكرة.
  أغراه بكثير من المال.
و براة من أن يتهم في تلك الجريمة.
رفض و لم يتجاوب.
رفعوا له سقف الاغراءات.
بل و صفوه بثوري يشارك في الثورة.
كلما رفض , كلما زادوا الترغيب و رفع سقف ما سيكتسبه من سم بسيط يدسه للملك في طعامه و ينتهى الامر.
رفض ,رفض رفض رفض
 ثم تغيرت قواعد اللعبة من الترغيب الى الترهيب ثم الى الترعيب .
ثم نفذوا وعودهم بتعذيبه , فجلدوه , و أذاقوه كل أصناف التعذيب.
كل يوم كانت وتيرة التعذيب ترتفع.
و الطباخ النوبي أمين طعام الملك يعذب ولكن لا يستجيب.
 ثم أصدر الرئيس برفع درجة التعذيب و زمنه الى أضعاف مضاعفة .
 ضعف جسمه و اصابه الوهن و صار وجهه مصفراً.
كان يشعر بدنو الاجل.
طلب منهم ان يستمعوا اليه قبل مسلسلة العذاب.
استمعوا و أنصتوا.
قال: أنا لا أحتقركم و لا أقلل من شأنكم.
أنا لا أفضل الملك عليكم.
 أنا أعرف أنكم الحكام الجدد.
 أنا أريد أن تفهموا شيئاً واحداًُ.
لا يهمنى من الذي أخدمه , لكنى مؤتمن عليه و لن أغدربه.
أنا لا أستطيع أن أقتل و لا اريد أن أقتل أحدا حتى أذا اعطيتمونى كل كنوز الارض
حتى ولو  نصبتنوني رئيساً على بلادكم فلن أقتل الملك و لن أضع له السم.
  أنتم تملكون السلطان , أقتلونى.
 أرحمونى بالقتل.
 القتل أرحم بكثير من العذاب الذي تصبونه علىّ ليل نهار. 
اقتلونى قتلة و احدة و اريحونى.
اتصلوا بالرئيس و نقلوا له طلبه.
الرئيس: اوقفوا التعذيب.
الرئيس: اوتوا به الى بيتى.
الرئيس: أنا اريده طباخاً لبيتى , لانى احتاج لرجل أمين مثله.
كما سلبوا الملك سلطانه , سلبوه طباخه الوفى.
ما كان ليذهب مع الرئيس الجديد لولا طغيان التعذيب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)