الغاء المسافات أم الغاء القرابات

 
في زمن بعيد
لكنّه كان جميلاً
كان عدد الاناث دايماً أقل على نحوٍ ما من عدد الذكور.
و الاولية كانت دائماً لابن العم ليكون أحق من غيره للزواج بابنة عمه.
هذه الموازنة مع التمسك بنظرية التزويج للاقرب من ذوي القربى ومن يقرب للفتاة بالعصب أولى ممن يقربها عن طريق الامهات كان نافذاً بقوة شخصية الرجل.
ثم لاسباب يعلمها المولى  عز و جلّ  اختلت الموازنة و أصبح عدد الاناث في تزايد و عدد الذكور في تناقص.
ثم تراجعت شخصية الرجل و تأثيره على الاسرة الكبيرة و الصغيرة بنحو متزايد مما أدى الى طغيان شخصية المرأة.
ربما لدخول المرأة في عالم العمل و كسب الرزق دور في هذا التراجع.
ببساطة لم يعد الرجل يمتلك زمام الامور لفرض ابن أخيه كزوج أفضل لابنته نسبة لان زوجته أصبحت لا تطاوعه في مثل هذه الامور , لان تفرض رؤيتها المختلفة.
ببساطة اذا قدر لابائنا منذ خمسين عام العودة لالقاء نظرة على نوعية علاقات الازواج بزوجاتهم لماتوا من هول الصدمة.
ذاك الرجل الذي لم تكن زوجته لتشاركه تناول الطعام معه مهما كانت الظروف , اصبح الان و في أوقات كثيرة هو الذي يعد الطعام ناهيك أن يشاركها الاكل في مائدة واحدة.
ابنتهم من يتزوجها؟
لا ابن العم ولا ابن العمة
و لا ابن الخال ولا ابن الخالة
أصبح خياراً مطروحاً.
الخيار أصبح يخضع لحسابات جديدة , حسب و ضع الاسرة.
المتعلمون في زمن ما كانوا يعتذرون و يمانعون تزويج بناتهم لابناء الاسرة لتفاوت مستوى التعليم.
 و  السكن في العمارة و الاحياء الراقية أصبح حاجزاً و  فاصلاً لابقاء ابن العم  و الذي يسكن أما في الاحياء الطرفية أو الاقاليم خياراً غير مطروحاً.
و تقدم عليه ابن التاجر العلاني و ابن رجل الاعمال الفلاني.
ثم اصبحت الاولية لمن يمتطي سيارة أفخم و يمتلك منزلاً متعدد الطوابق.
القبيلة و ذوي القربى خيارات لم تعد لها نفس السطوة و لا نفس المنزلة.
بل كيف جمع العريس المفترض ماله بالحلال  أم  بطرق ملتوية , وسيلة الجمع  هذه لم تعد معياراً للرفض .
بل الاهم أنه يملك المال الوفير و كفى.
       حتى هؤلاء ممن هم في نفس المستوي الحياتي و الذين خرجوا من قراهم و رماهم سوء الظروف باطراف العاصمة لم يعد يجمعهم ذاك الحب و التشاور المتبادل.
      و في ظروف غير ملائمة هناك من يجد الفرصة لاقناع الفتاة الصغيرة التى لم  تكتسب الخبرة المناسبة للتقييم و الاختيار بالزواج به.
و يهيم الاب على وجهه و يبحث عن الحل!
نعم الحل في الزواج و بسرعة من شخص مناسب.
حينما يقصد أخاه و الذي اعطاه الله من البنين من يمكنه أن يتزوج بابنته.
  فيحسبه فطناً سيفهم مشكلته و عدم اقتناعه بتزويج ابنته من شخص لا يعرف عنه شيئا و لا عن اسرته و لا حتى عن  قبيلته .
و يردف على  أنّه سيضطهر ليبارك هذا الزواج مكرهاً حتى لا تتعرض ابنته للاغواء و الوقوع فيما لا يحمد عقباه.
يكتشف أن أخاه لا يكترث بالموضوع و لايبادر بانقاذ الموقف ويطرح بابنه كبديل أنسب.
بل
 ربما 
يقول 
(ما تعرسها ليه و ارتاح , من قلة البنات تقعد تلاوز)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)