الشاي في قريتنا

 
كتبتجزئينعن خلوة تبج  و كنت أنوى اضافة قصيدة عن فوائد الشاى للفقير محمد صالح.
 الاّ أننى عدلت الرأي لنشرها ضمن ذكريات عن الشاى.
  أول شئ خفت أن أتعود عليه في طفولتى هو الشاى.
و السبب يرجع لوالدتى و زميل الطفولة الاخ أسعد أحمد محجوب.
  في ذاك الزماان , قريتنا كانت تمتد وجدانياً بكل القرى و الجزر , فان حدث أن توفى شخص ما باحدى تلك القرية , كان رجال و نساء القرية يخرجون لاداء واجب العزاء.
 حينما كانت تعود والدتى (متعها الله بالصحة و العافية) من مثل تلك المشاوير , كانت تصل البيت و قد عصبت رأسها (بالطرحة ) للتخفيف من ألم الصداع و الذي يلم بها بمجرد أن تفوّت زمن  تناولها للشاى بسبب ذاك المشوار.
 و حتى اذا كانت قد تناولته هناك , يكون شاياً خارج مواصفاتها.
كان ألم الصداع يستمر زمناً طويلاً حتى بعد أن تتناوله بعد أن تقوم باعداده  بطريقتها و مواصفاتها.
   من أنواع العقاب المدرسي الذي كنا نواجهه, أن يفرض علينا المكوث بالمدرسة الى ما بعد العصر.
 لم يكن شئ يضيرنى في مثل هذا العقاب سوى الاحساس بالملل و كراهية المدرسة أكثر , و أكثر.
ألا أن المشهد سرعان ما كان يتغير اذا أمتد العقاب زمناً أطول , لحظتها كانت الدموع تبدأ تتدفق بغزارة من الاخ أسعد.
 أما أذا ما أطلق سرحانا , كان أسعد يطلق العنان لما يعانيه من ألام ظل يتحملها بفروسية  في المدرسة.
كان يلطم وجهه ويضرب رأسه بعنف و كأنه يريد أن يجد شيئاً يعصب به راسه كما تفعل والدتى. 
كل هذا الالم لا  لانه حبس في المدرسة كما حبس الجميع  لكن الحبس أضاع له مواعيد تناوله الشاى .
كنّا نواسيه جميعاً الى أن نصل القرية و نتبعه الى أن يدخل منزلهم وهو  لا يكاد يقوى على التماسك.
  حينما نعود من المدرسة , لم نكن نتناول طعاماً , بل كنّا نتناول الشاى مع ما تيسر من باقي خبز جاف.
كلما رأيت و الدتى و أسعد بتلك الطريقة الماساوية كنت أدرب نفسي على الاّ أعشق الشاي مثلهما.

هذه القصيدة التى كتبها جدى محمد الفقير عن الشاى

عليك بشرب الشاى في كل ساعة
ففى شربه يا صاح عشر فــــــوائد
سخاء و ذكاء ثم هضم لاكلة
ونور لابصار و قطع لبلغم
كذاك نشاط ثم عون لعــــــــــــــابد
و حصن  لمن فى البرد كان  مكابد
و مذهب الام كذاك مع العطش 
متمم عشرة ذاك ما فيه من فــــوائد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

صخرة النبي موسى عليه السلام

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)