مشاهد من حياة الفنان مكى ادربيس (2)

ي المدرسة الأولية (الابتدائية حاليا)، تفتّحت آفاقي الاجتماعية، بوجود تلاميذ من القرى المجاورة، ولا زالت تلك العلائق الحميمة تقبع في قاع الذاكرة بحلوها ومرّها.. كنت ضمن التلاميذ (الخارجيين) الذين لا يسمح لهم بالسكن في الداخلية
....
.............أبي لم يكن مزارعاً، كان يعمل كنّاساً في القرية مع المرحوم "شحاته" "من عمارة" وتحت إشراف جمال علي خليل، ولاحقاً فؤاد عبد الرحيم، من عمارة أيضاً. ولذا كنت أقضي أوقات الفراغ في مساعدة أصدقائي، ومنهم " خليل مسكة" " وعبده سلامة" وزوج خالتي محمد خليل سورته.. واكتسبت كثيرا من الخبرة وحب جارف للأرض والنبات حين يضجّ بالحياة ويلوّن الحقول بالخضرة اليانعة.. وبرغم أن فناني وشعراء تلك المرحلة كانوا لا يرون في مهنة الزراعة سوي الفجيعة والذُل الدائم، وكان مخرجهم الباقي هو الهجرة إلى "مصر، أم الدنيا"، ولو كان بيدي الأمر كنت أقول لهم، أن السودان النوبي هو أب، وأم الدنيا الحقيقي بشهادة جلّ المؤرخين، في العالم. ياريت، مصر ما تمشي قدام لاستئصال المتبقي من أرضنا النوبية.. ياريت.
كان لابد من التأني قبل الاسترسال في حكاوي الصبا المجنونة، أن أعرّج قليلاً على منطقة شمال السكوت، التي شكّلت ذاكرتي الموسيقية، وثقافتي الحميمة في التعامل مع الآخرين..
واصل في

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

النخله الحمقاء , ايليا ابوماضي

سر الرقم 73 ( قصة حقيقة)

صخرة النبي موسى عليه السلام